بلومبرغ
وافقت بنين على السماح بتصدير النفط الخام من النيجر عبر مينائها بعد تدخل الصين للوساطة في الخلاف بين الجارتين بمنطقة غرب أفريقيا.
تعتمد النيجر -وهي دولة لا تملك منفذاً بحرياً- على محطة تصدير في بنين لشحن نفطها عبر خطوط أنابيب تمتد بطول 1200 ميل (1930 كيلومتراً) من حقل أغاديم المدار من قبل شركة "تشاينا ناشيونال بتروليوم". رغم ذلك، أسفر خلاف دبلوماسي عن منع بنين صادرات نفط النيجر بوقت سابق من الشهر الحالي، ما عرّض استثمارات الصين للخطر.
صرح سفير بكين في بنين بنغ جينغتاو للصحفيين بوقت متأخر أمس: "وافقت حكومة بنين على تحميل النفط الخام من خط أنابيب النيجر-بنين للتصدير. ووافقت أيضاً حكومة بنين على مواصلة تعزيز التعاون في هذا المشروع".
استئناف التصدير
أكد رئيس بنين باتريس تالون هذه التطورات. أفاد تقرير لبلومبرغ بوقت سابق أمس بأن بنين تستعد لاستئناف عمليات التصدير.
يُعد خط الأنابيب الذي بنته "تشاينا ناشيونال بتروليوم" جزءاً من استثمار تصل قيمته إلى 7 مليارات دولار في قطاع النفط في النيجر. كان من المنتظر أن تبدأ البلاد تصدير 90 ألف برميل يومياً الشهر الحالي، على أن تصل إلى 110 آلاف برميل بمجرد بدء العمليات التشغيلية للخط بصورة كاملة.
تملك "تشاينا ناشيونال بتروليوم" حصة 57% في إنتاج الخام من حقل أغاديم في النيجر. تستحوذ وحدة تابعة لشركة "سي بي سي" التايوانية على نحو 18% من الإنتاج، في حين تذهب الحصة المتبقية البالغة 25% لحكومة النيجر والتي استولى عليها المجلس العسكري الحاكم يوليو الماضي.
توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد النيجر 10.4% خلال 2024، وهي أعلى نسبة في أفريقيا، بفضل ارتفاع إنتاج النفط وصادراته. تعتزم النيجر -واحدة من أفقر بلدان العالم- استخدام جزء من عوائد النفط لتسديد قرض يبلغ 400 مليون دولار من "تشاينا ناشيونال بتروليوم".
الخلاف الدبلوماسي
تصاعد الخلاف بين الدولتين عندما أغلقت النيجر حدودها مع بنين بعد فرض عقوبات تجارية من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عقب الانقلاب العسكري في يوليو الماضي. أبقت الحكومة العسكرية الحدود مغلقة أمام البضائع القادمة من بنين رغم رفع العقوبات بوقت سابق من السنة الجارية.
رفض أيضاً المسؤولون في النيجر مقابلة وزير التعدين في بنين، سامو أدامبي، عندما سافر الأسبوع الماضي حاملاً رسالة تدعو للتصالح إلى قائد جيش النيجر، عبد الرحمن تيني، بحسب الرئيس البنيني.
رغم التوترات المحتدمة، سيُسمح باستئناف شحنات التصدير، وفق ما ذكره تالون لمحطة البث الإذاعي الوطنية بوقت متأخر أمس. أضاف أن النيجر تحتاج إلى استثناء النفط الخام من حظر عبور الحدود البرية لاستكمال الإجراءات الجمركية.
بوقت سابق من الشهر الحالي، سمحت بنين بتحميل شحنة تصدير واحدة باعتبارها "بادرة حسن نوايا" بعد خلاف دام أسبوعاً، وفق تصريحات وزير خارجية بنين شيغون بكاري لبلومبرغ.
لم يستجب المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر لطلب للتعليق على الموضوع.