بلومبرغ
تتجه شركات تكرير النفط المستقلة في الصين إلى شراء أقل كمية من خام "إسبو" (ESPO) الروسي خلال أكثر من 3 سنوات، في ضوء تراجع أرباح التكرير، وبيع درجات أخرى من الخام بأسعار أرخص.
اشترت شركات التكرير نحو 12 مليون برميل من خام "إسبو" تسليم يونيو منذ مطلع الشهر الجاري، ما يتُوقع أن تكون الكمية الأقل منذ مايو 2021، وفق البيانات التي تجمعها شركة "كبلر" (Kpler).
ورغم أن دورة التداول لا تزال مفتوحة لنحو أسبوع آخر في آسيا، فإن ضعف الشراء الصيني أعطى الهند فرصة للحصول على مزيد من الشحنات.
في وقت سابق من العام الجاري، كانت شركات التكرير المستقلة تشتري خام "إسبو" بشكل أسرع من المعتاد بعد نشوب مواجهة مع البائعين الإيرانيين بشأن السعر. منذ ذلك الحين، لم يتم بيع بعض الشحنات الروسية تسليم أبريل ومايو، وفقاً للتجار الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم كون المعلومات خاصة.
تحديات أمام مصافي الصين
شركات التكرير الصينية المستقلة، والتي تتركز في مقاطعة شاندونغ ويطلق عليها اسم "أباريق الشاي" (teapots)، تواجه تحديات تتمثل في انخفاض هوامش أرباح التكرير في العام الجاري، ما قد يؤدي إلى خفض العمليات التشغيلية. ويشير ذلك إلى تزايد أهمية سعر الخام لديها، الأمر الذي يجعل خيارات شراء الخام الأقل تكلفة أكثر جاذبية.
يُطرح خام "إسبو" بخصم قدره أقل من دولار عن سعره المرجعي على أساس التسليم، فيما تطرح درجات نفط أخرى قادمة من إيران وفنزويلا بخصم أكبر يبلغ 6 دولارات أو أكثر، وفق تجار طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، كون المعلومات خاصة. وأضافوا أن مشتريات الهند من الخام الروسي كانت أعلى بشكل حاد في يونيو مقارنة بالأشهر السابقة.
انخفاض أرباح تكرير النفط الروسي
يُشحن خام "إسبو" من أقصى شرق روسيا، ويعد الخام المفضل نظراً لإنتاجه الكبير من الديزل. مع ذلك، انخفضت أرباح تحويل الخام إلى وقود صناعي في شاندونغ بمقدار النصف هذا العام، لتتراجع إلى أدنى من متوسطها خلال 10 سنوات في عدة مرات، وفق مذكرة بحثية أصدرتها شركة "ماي ستيل أويل كيم" (Mysteek OilChem).
أضافت الشركة التي تقدم الخدمات الاستشارية للقطاع أن مصافي التكرير قد تخفض معدلات معالجة النفط إلى نحو 52% من قدرتها الإنتاجية في مطلع يونيو المقبل، ما قد يعد أدنى مستوى لها منذ مايو 2022. وتجري المصافي الصينية أعمال الصيانة الموسمية المخطط لها في منشآتها، وقد يؤدي ذلك إلى خفض استهلاكها من النفط الخام.