بلومبرغ
وجدت إحدى كبار مشتري النفط الخام الثقيل بالعالم نفسها مجبرة على بذل جهد مضاعف للحصول على الكميات التي تحتاجها من السلعة التي شهدت نقصاً، ما يُعد مثالاً آخر على كيفية إعادة تشكيل سلسلة التوريد بفعل العقوبات وقيود "أوبك+" على الإنتاج.
اشترت شركة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries)، وهي أكبر شركة تكرير خاصة في الهند، حوالي مليوني برميل من الخام الكندي "أكسس ويسترن بليند" (Access Western Blend) من خط أنابيب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain) الذي جرى توسيعه مؤخراً، وذلك للمرة الأولى. وبالرغم من أن هذه الدرجة من الخام تُناسب المصافي ذات التكنولوجيا المتقدمة مثل تلك الخاصة بـ"ريلاينس"، ظهرت كثيراً من التعقيدات اللوجستية غير المعتادة مع الصفقة.
ولاستلام الشحنة، يتعين على "ريلاينس" تحميلها أولاً على أربع ناقلات صغيرة من ميناء "برنابي" بسبب قيود العمق المحلية، وفقاً لأشخاص ملمين بالأمر. وأضافوا أن الأربع شحنات ستُنقل بعد ذلك إلى ناقلة خام ضخمة واحدة ستبحر بدورها في رحلة تزيد عن 19 ألف كيلومتر إلى الهند عبر المحيط الهادئ بحلول يوليو. وجدير بالذكر أن الطريق البديل المحتمل عبر المحيط الأطلسي سيكون أطول.
لم تستجب "ريلاينس" لطلب التعليق.
تغيرات سوق النفط العالمية
تعكس الرحلة المعقدة هذه تغيرات أساسية في سوق النفط العالمية التي تضافرت لتُصعب توفر إمدادات الخام الثقيل والكبريتي. أولاً، أعيد فرض العقوبات الأميركية على فنزويلا، مما أدى إلى خفض إمدادات الدولة من الخام الثقيل. وفي الوقت نفسه، أدى خفض "أوبك+" للإنتاج أيضاً إلى تقليص تدفقات درجات الخام المماثلة، بينما تُقلل المكسيك، وهي مورد آخر، أيضاً صادراتها. وأخيراً، يُستخدم المزيد من براميل الخام الثقيل القادمة من الشرق الأوسط على النطاق المحلي لتوليد الطاقة الكهربائية خلال أشهر الصيف الحارة.
قال ديلان سيم، كبير محللي النفط لدى "إف جي إي" (FGE)، إن زيادة توافر النفط من كندا "أخبار مرحب بها خاصة أن الهند فقدت إمكانية الوصول إلى الخام الفنزويلي". وبالنظر إلى استمرارية توفر خيارات أخرى، فإن تكلفة الشحنات يجب أن تكون مواتية للغاية لضمان استمرار التدفقات.
وبينما أجرى بعض المشترين الهنود سابقاً عمليات نقل متعددة من سفينة إلى أخرى في المياه قبالة ساحل الخليج الأميركي لشحنات من أميركا وكندا، يعد استخدام أربع ناقلات أمراً نادراً لأنه يستغرق وقتاً وتكلفة، وفقاً لأشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
بدأ خط الأنابيب الموسع "ترانس ماونتن" العمل بداية مايو الجاري بعد تأخيرات دامت لأعوام. ويعمل هذا التطوير على زيادة قدرة قناة التصدير الوحيدة من ألبرتا إلى ساحل كولومبيا البريطانية بأكثر من ثلاثة أضعاف، مما يسمح بتصدير 590 ألف برميل إضافية يومياً إلى آسيا أو الغرب الأميركي. وبجانب الهند، ستتجه الشحنات عبر خط الأنابيب بالفعل إلى الصين وكاليفورنيا.