الشرق
توقع بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" أن يمدد تحالف "أوبك +" خفض الإنتاج خلال اجتماعه المرتقب في الأول من يونيو، ليتخلى بذلك عن توقعاته بأن يعلن التحالف عن تقليص الخفض الطوعي بشأن إنتاج الخام، وفق "بلومبرغ".
تتماشى توقعات "غولدمان ساكس" الحديثة مع تقديرات مؤسسات أخرى مثل " إس آند بي" "وفيتش" واستطلاع للرأي أجرته "بلومبرغ".
في 3 مارس، مددت دول تحالف "أوبك+" التخفيضات الطوعية لإمدادات النفط بمقدار مليوني برميل يومياً حتى نهاية يونيو، كما تنفذ السعودية، نصف التخفيض المتعهد به، وفق "بلومبرغ".
تحتاج الرياض إلى سعر أعلى من 90 دولاراً للبرميل، لتمويل الإنفاق على التحول الاقتصادي الذي يشمل مدناً مستقبلية وبطولات رياضية، وفقاً لوكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، وتشير تقديرات بلومبرغ إلى أن المملكة تحتاج إلى سعر يبلغ 105 دولارات للبرميل لتحقيق التوازن في الموازنة. كما تسعى روسيا، أكبر شريك لها في التحالف، إلى الحفاظ على إيراداتها من النفط لمواصلة تمويل حربها على أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث.
يتوقع "غولدمان ساكس" أن يمدد "أوبك+" خفض الإنتاج لفترة أطول، دون تحديد مدة بعينها، مشيراً إلى ارتفاع مفاجئ في المخزونات العالمية وأن التمديد سيدعم إيرادات السعودية على المدى القصير في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، حسبما قال محللون، من بينهم دان سترويفن، في مذكرة بحثية بتاريخ 8 مايو.
"إس آند بي": "أوبك+" قد يمدد تخفيضات إمدادات النفط إلى نهاية 2024
من المتوقع الآن أن يظل إنتاج السعودية من النفط مستقراً حول 9 ملايين برميل يومياً في يوليو مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 9.2 مليون برميل يومياً. مع ذلك، فإن الإعلان عن زيادة متواضعة في الإنتاج "يظل معقولاً" خلال يونيو، أو في اجتماع لاحق، حيث من المرجح أن تمثل الطاقة الإنتاجية الفائضة المرتفعة ضغوطاً لزيادة العرض.
في 19 أبريل الماضي، توقع صندوق النقد الدولي أن يبدأ "أوبك+" في زيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من يوليو، وهي عملية انتقالية من شأنها أن تعيد المملكة العربية السعودية إلى مصاف أسرع الاقتصادات نمواً في العالم العام المقبل.
ويتوقع الصندوق أن يصل إنتاج السعودية من النفط إلى 10 ملايين برميل يومياً في أوائل 2025، من أدنى مستوى له الآن منذ ثلاث سنوات عند 9 ملايين برميل.
تقول السعودية إن طاقتها الإنتاجية تبلغ نحو 12 مليون برميل يومياً، كما أنها نادراً ما ضخت عند هذه المستويات المنخفضة الحالية على مدار العقد الماضي، وفق "بلومبرغ".
"التحالف يواجه مخاطر "
من جانبه، يرى بنك "جيه بي مورغان" أن هناك ثلاث دول رئيسية في التحالف النفطي تستحق ترقية إمداداتها. قالت ناتاشا كانيفا المحللة لدى "جيه بي مورغان" في تقرير حديث إن الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان والعراق تعتزم زيادة قدرتها الإجمالية بأكثر من 300 ألف برميل يومياً اعتباراً من العام المقبل. لكن التوسعات المخطط لها ربما تُعد بمثابة مخاطر على تماسك التحالف، وأسعار النفط بشكل عام، وفق "بلومبرغ".
قالت كانيفا إن "القضية الرئيسية بالنسبة لأوبك تكمن في 2025"، فحتى إذا أبقى التحالف على قيود الإمدادات كما هي هذا العام، فإنها "لا تعالج الاختلالات في 2025".
ومن المتوقع أن يظل سعر خام برنت في نطاق 75-90 دولاراً للبرميل في معظم السيناريوهات، ليصل متوسط الأسعار إلى 82 دولاراً للبرميل في عام 2025، وفق "غولدمان ساكس"
مراقبون يتوقعون تمديد "أوبك+" خفض إمدادات النفط حتى نهاية السنة
تراجعت أسعار النفط منذ أوائل الشهر الماضي مع تراجع التوترات في الشرق الأوسط. تشير مؤشرات السوق مجتمعة إلى ضعف محتمل في السوق العالمية، بما في ذلك تراجع الفروق السعرية (بين أقرب عقدين أجلا)، وتراجع هوامش التكرير (أرباح المصافي)، والإقبال على عقود خيارات البيع.
بشكل منفصل، رفعت إدارة "بايدن" السعر الذي ترغب في دفعه لإعادة ملء احتياطيات النفط الخام الاستراتيجية للبلاد. ستدفع وزارة الطاقة ما يصل إلى 79.99 دولاراً للبرميل، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد سقف صريح للسعر، وفق "بلومبرغ"