بلومبرغ
واصلت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً الارتفاع لأعلى مستوى لها منذ عدة أشهر في الأسابيع الأربعة المنتهية في 21 أبريل، حيث واجهت مصافي التكرير في البلاد تحديات للتعافي من الفيضانات وهجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.
تقترب عمليات تكرير النفط من أدنى مستوياتها منذ مايو في العام الماضي، بعد أن أجبرت الفيضانات مصفاة "أورسك" على التوقف عن العمل، في حين لا يزال تشغيل المصافي التي تضررت بسبب الضربات العسكرية الأوكرانية دون المستويات الطبيعية، مما شجع على تحويل إمدادات الخام إلى التصدير. تمت مراجعة برنامج التحميل لشهر أبريل في موانئ البلطيق الرئيسية إلى أعلى مستوى منذ مايو 2023.
تمكنت موسكو من الحفاظ على مستويات التصدير إلى كبار العملاء مثل الصين والهند حتى مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات، مع ظهور تجار جدد كلما انتبهت السلطات الأميركية إلى التجار الحاليين.
بالنسبة إلى تجارة النفط مع الهند، ظهرت شركات بأسماء غير مألوفة حتى بالنسبة إلى التجار الأكثر خبرة في ما يتعلق بالتعامل مع الشحنات بين الدولة المنتجة ضمن تحالف "أوبك+" وثالث أكبر مستورد ومستهلك في العالم.
مع ذلك، أظهرت أحدث البيانات أن التدفقات الأسبوعية الأكثر تقلباً تخلت عن معظم المكاسب التي حققتها في الأيام السبعة السابقة، وكان التراجع مدفوعاً بانخفاض كمية الخام الروسي المصدرة عبر ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود. من المرجح أن يؤدي هذا، بالإضافة إلى الرقم الكبير المسجل قبل شهر، إلى دفع أرقام الأسابيع الأربعة للانخفاض في الأسبوع المقبل.
اقرأ أيضاً: شحنات النفط الخام الروسي تتعافى رغم عرقلة العقوبات للناقلات
أعلى مستويات إلى آسيا منذ يونيو
ارتفعت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية في الأسابيع الأربعة حتى 21 أبريل بنحو 24 مليون دولار إلى 1.94 مليار دولار أسبوعياً مقارنة بالفترة المنتهية في 14 أبريل، حيث يعود ذلك إلى زيادة الأسعار.
كذلك ظل متوسط الشحنات لأربعة أسابيع إلى آسيا، ومعظمها إلى الصين والهند، قريباً من أعلى مستوياته منذ يونيو الماضي عند 3.33 مليون برميل يومياً.
أظهرت بيانات الجمارك أن واردات الصين من الخام الروسي ارتفعت إلى مستوى قياسي في مارس. فقد استوردت الدولة الآسيوية 10.81 مليون طن من النفط الخام، أي ما يعادل نحو 2.56 مليون برميل يومياً، من روسيا في مارس، وهو أكبر قدر في البيانات التي تعود إلى عام 2004. تشمل الأرقام الكميات التي يتم تسليمها عبر خطوط الأنابيب، وكذلك عن طريق السفن.
مخزونات خام "سوكول" الروسي التي تراكمت بعد رفض شركات التكرير الهندية تسلمه انخفضت. تم تسليم نحو 9.1 مليون برميل، أي نصف الإجمالي، إلى المصافي في الصين. سلكت 7 ملايين برميل أخرى طريقها في النهاية إلى الهند. وتم تسليم شحنتين إلى باكستان.
يشير هذا الوضع إلى أن 1.4 مليون برميل فقط غير معروفة الوجهة. يتم تفريغ نصف هذه الشحنات من الناقلة التي تخزنها منذ يناير على سفينة أصغر حجماً. تتم عملية النقل في مضيق ملقة، مما يشير إلى أن الشحنات قد تنتهي في نهاية المطاف في الهند. توجهت جميع شحنات خام "سوكول" التي تم تحميلها منذ منتصف فبراير مباشرة إلى الصين.
اقرأ أيضاً: تجار جدد للنفط الروسي يظهرون مع تشديد العقوبات الأميركية
التدفقات حسب الوجهة
تراجعت تدفقات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً في الأسبوع المنتهي في 21 أبريل عن معظم مستويات الارتفاع التي حققتها في الأسبوع السابق، حيث انخفضت بمقدار 500 ألف برميل يومياً إلى 3.45 مليون.
جاء هذا الانخفاض مدفوعاً بتراجع كمية الخام الروسي المصدرة عبر ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، والتي انخفضت بأكثر من 60%، حسبما أظهرت بيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ".
لم يتغير متوسط الأسابيع الأربعة الأقل تقلباً تقريباً عند 3.66 مليون، وهو أعلى مستوى منذ يونيو.
بلغت الشحنات الأسبوعية مستوى أقل بنحو 135 ألف برميل يومياً مقارنة بالمتوسط المسجل في مايو ويونيو، أو أقل بحوالي 15 ألف برميل يومياً من هدف روسيا في أبريل، والذي يُعد جزءاً من الجهد الأوسع لتحالف "أوبك+" لخفض الإمدادات ودعم الأسعار. كان متوسط أربعة أسابيع أعلى بنحو 195 ألف برميل يومياً من الهدف.
قالت روسيا إنها ستخفض صادرات النفط الخام خلال شهر أبريل بمقدار 121 ألف برميل يومياً من متوسط مستوى مايو ويونيو كجزء من مبادرة "أوبك+" الأوسع، حيث تحول موسكو المزيد من العبء إلى أهداف الإنتاج، والتي يفضلها الأعضاء الآخرون في التحالف. تجاوزت الشحنات المنقولة بحراً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المستوى المستهدف لروسيا لتلك الفترة بمقدار 16 ألف برميل يومياً فقط.
جميع الأرقام المذكورة لا تشمل الشحنات التي تم تحديدها على أنها من نوع كيبكو الكازاخستاني، وهي الشحنات التي قدمتها شركة "كاز ترانزويل" (KazTransoil)، والتي تعبر في روسيا للتصدير عبر ميناء "نوفوروسيسك" على البحر الأسود وميناء "أوست لوغا" على بحر البلطيق، ولا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو سقف الأسعار.
يتم مزج البراميل الكازاخستانية مع الخام من أصل روسي لإنشاء درجة تصدير موحدة. ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا، قامت كازاخستان بإعادة تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية.
يتم التحقق من بيانات تتبع السفن مقابل تقارير وكيل الميناء بالإضافة إلى التدفقات وحركات السفن التي أبلغ عنها مقدمو المعلومات الآخرون بما في ذلك "كبلر" (Kpler) و"فورتكسا" (Vortexa).
اقرأ أيضاً: شحنات النفط الخام الروسي تتعافى رغم عرقلة العقوبات للناقلات
آسيا
ارتفعت الشحنات المرصودة لعملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك تلك التي لا تظهر وجهة نهائية، إلى 3.33 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 21 أبريل، مقارنة بـ3.34 مليون برميل في فترة الأسابيع الأربعة السابقة.
تم تحميل نحو 1.35 مليون برميل من النفط الخام يومياً على الناقلات المتجهة إلى الصين. تزداد واردات الدولة الآسيوية المنقولة بحراً بنحو 800 ألف برميل يومياً من النفط الخام الذي يتم تسليمه من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إما مباشرة أو عبر كازاخستان.
فيما بلغ متوسط الشحنات على السفن التي تشير إلى وجهات في الهند نحو 1.46 مليون برميل يومياً.
بلغ متوسط التدفقات على السفن التي تشير إلى وجهات في الهند نحو 1.46 مليون برميل يومياً.
ومن المرجح أن ترتفع الأرقام إلى الصين والهند مع وضوح الرؤية بشأن موانئ التفريغ للسفن التي لا تظهر وجهاتها النهائية حالياً.
كان ما يعادل نحو 310 آلاف برميل يومياً على متن السفن التي ترسل إشارات تفيد بأن وجهتها إلى بورسعيد أو السويس في مصر. تنتهي هذه الرحلات عادةً في موانئ بالهند أو الصين.
أما الشحنات الأخرى "غير معروفة الوجهة"، والتي تبلغ نحو 180 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 21 أبريل، فهي تلك الموجودة على الناقلات التي لا تظهر وجهة واضحة. تنطلق معظم هذه الشحنات من الموانئ الغربية لروسيا وتستمر في عبور قناة السويس، ولكن قد ينتهي الأمر ببعضها في تركيا. ويمكن نقل شحنات أخرى من سفينة إلى أخرى، حيث تتم معظم عمليات النقل هذه حالياً في البحر الأبيض المتوسط، أو قبالة سواحل اليونان، أو في الآونة الأخيرة قبالة صُحار في سلطنة عُمان.
أوروبا وتركيا
توقفت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية. ومع توقف التدفقات إلى بلغاريا في نهاية العام الماضي، أصبحت تركيا الآن السوق الوحيدة قصيرة المدى للشحنات من الموانئ الغربية لروسيا.
استقرت الصادرات إلى تركيا عند 323 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 21 أبريل.
اقرأ أيضاً: فائض سعة مصافي التكرير ينقذ روسيا من وطأة الهجمات الأوكرانية
قيمة الصادرات
بعد إلغاء رسوم التصدير على الخام الروسي، بدأنا في تتبع القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام المنقولة بحراً، باستخدام بيانات أسعار "آرغوس ميديا" (Argus Media) ونظام تتبع الناقلات الخاص بنا.
انخفضت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية إلى 1.84 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 21 أبريل، مقارنة بـ2.15 مليار دولار في الفترة حتى 14 أبريل. ومع ذلك، ارتفع متوسط الدخل لأربعة أسابيع، حيث زاد بنحو 24 مليون دولار إلى 1.94 مليار دولار في الأسبوع، بفضل ارتفاع أسعار النفط.
لا يزال متوسط أربعة أسابيع أقل من ذروته البالغة 2.17 مليار دولار في الأسبوع، والتي سُجلت في الفترة حتى 19 يونيو 2022. كان أعلى مستوى وصل إليه في العام الماضي هو ملياري دولار في الأسبوع في الفترة حتى 22 أكتوبر.
خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد دخول قرار سقف الأسعار من مجموعة السبع على صادرات النفط الخام الروسية حيز التنفيذ في أوائل ديسمبر 2022، هوت قيمة التدفقات المنقولة بحراً إلى مستوى منخفض بلغ 930 مليون دولار في الأسبوع، لكنها سرعان ما تعافت.
يتم حساب الأسعار عن طريق ضرب متوسط سعر النفط الخام الأسبوعي من "آرغوس ميديا" في تدفق الصادرات الأسبوعي من كل ميناء. بالنسبة إلى الشحنات الصادرة من موانئ البلطيق والقطب الشمالي، فقد استخدمنا سعر خام الأورال في عقود التسليم على ظهر السفينة في ميناء "بريمورسك"، وفقاً لأسعار الإغلاق في لندن بتاريخ محدد، ومتوسط السعر لذلك اليوم.
أما بالنسبة للشحنات من البحر الأسود، فاستخدمنا سعر خام "الأورال" المتوسط الذي يتم تحميله على متن سفينة "أفراماكس" وفقاً لعقد تسليم حر على ظهر السفينة في ميناء "نوفوروسيسك"، بحسب أسعار الإغلاق ببورصة لندن في تاريخ محدد، ومتوسط السعر لذلك اليوم.
بالنسبة إلى الشحنات عبر المحيط الهادئ، نستخدم مزيج "إسبو إف أو بي كوزمينو"، وسعر الإغلاق في سنغافورة، ومتوسط السعر لذلك اليوم.
تم إلغاء رسوم التصدير في نهاية عام 2023 كجزء من خطط الإصلاح الضريبي طويلة الأمد في روسيا.
السفن التي تغادر الموانئ الروسية
تظهر بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ أن 32 ناقلة قامت بتحميل 24.1 مليون برميل من الخام الروسي خلال الأسبوع المنتهي في 21 أبريل، بانخفاض قدره نحو 3.5 مليون برميل عن الأسبوع السابق.
بالإضافة إلى البراميل الروسية، تم تحميل شحنة واحدة من "كيبكو" في أوست لوغا، وشحنتين في نوفوروسيسك خلال الأسبوع.