الشرق
تستطيع السعودية زيادة تصدير النفط الخام عبر خط الأنابيب الذي ينقل النفط من المنطقة الشرقية الغنية بالنفط إلى المنطقة الغربية المطلة على البحر الأحمر، بهدف تجاوز مضيق باب المندب الذي يشهد توترات.
أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية" قال في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت للحديث عن نتائج أعمال الشركة، إنها قادرة على زيادة كمية التصدير عبر أنبوب "شرق-غرب" الذي ينقل النفط الخام إلى البحر الأحمر من 3 ملايين برميل يومياً إلى 7 ملايين برميل يومياً، من 3 ملايين برميل حالياً، إذا دعت الحاجة، من دون المرور بمضيق باب المندب.
طرق شحن النفط شهدت اضطرابات شديدة هذا العام مع استهداف جماعة الحوثي السفن التجارية في البحر الأحمر، مما اضطر كثيراً من شركات الشحن إلى تجنب المنطقة وأدى إلى ارتفاع أسعار النقل البحري.
هذه التوترات دفعت بدول مستوردة مثل الصين إلى التوجه نحو مصادر للنفط في أماكن أخرى تستطيع استخدام طرق تتجنب مناطق الاضطرابات، بما في ذلك الشحنات التي تتجه شرقاً من دول الخليج العربي المنتجة للنفط مثل السعودية.
طاقة فائضة
بشأن الطاقة الإنتاجية، أشار الناصر إلى أن أرامكو لديها نحو 3 ملايين برميل يومياً كطاقة إنتاجية فائضة، يمكن استخدامها "إذا طلبت منّا الحكومة ذلك"، منبهاً إلى أن الشركة لا تحتاج إلى المزيد من الحفارات، نظراً إلى أن لديها أكثر من 300 حفارة، وقامت بسحب الحفارات التي كانت مخصصة لزيادة الإنتاج بعد قرار الحكومة عدم زيادة الإنتاج.
في يناير الماضي، تخلت السعودية عن الخطط التي أعلنتها قبل نحو 4 سنوات بزيادة الطاقة القصوى المستدامة لإنتاج النفط، وقررت عدم الاستمرار في رفعها إلى مستوى 13 مليون برميل يومياً، والمحافظة على المستوى عند 12 مليون برميل يومياً.
أما في حال أرادت المملكة زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل، فإن ذلك سيستغرق من 4 إلى 5 سنوات، وفق الناصر.
تعمل السعودية وتحالف "أوبك+" على تنفيذ تخفيضات في الإنتاج، وذلك للمحافظة على استقرار السوق في مواجهة زيادة الإنتاج من دول من خارج التحالف، في وقت لا تزال آفاق الطلب غير واضحة بسبب النمو الذي لم يكن على قدر الآمال من الصين أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
وتضخ المملكة إلى السوق حالياً نحو 9 ملايين برميل يومياً، بموجب اتفاق "أوبك+". وتتوقع "إس آند بي غلوبال كومودتي إنسايتس" أن يتجه أعضاء التحالف لتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2024.
قال الناصر إن الطلب العالمي على النفط كان قوياً ووصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في عام 2023. وتوقع أن "يظل الطلب قوياً في عام 2024، إذ تشير التقديرات المستقلة إلى أنه سيتراوح بين 103.5 إلى 104.2 مليون برميل يومياً". كما توقع أن يستمر الطلب على النفط في النمو على المديين المتوسط والطويل، وأن تتمكن أرامكو من تحقيق النمو في الطلب.
كانت أرامكو أعلنت أمس تراجع أرباحها بنسبة 24.71% خلال عام 2023 إلى 454.76 مليار ريال، لتكون بذلك دون التوقعات بشكلٍ طفيف، في حين هبطت إيرادات الشركة بنسبة 17.6% لتناهز 1.65 تريليون ريال.