بلومبرغ
أدت زيادة التدفقات من خط أنابيب النفط "إسبو" (ESPO) من ميناء "كوزمينو" (Kozmino) القريب إلى تعويض التوقف المؤقت في شحنات خام "سوكول" الروسي من جزيرة سخالين على ساحل المحيط الهادئ، ما رفع الصادرات لمدة أربعة أسابيع إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر تقريباً.
زادت القفزة في هذا المقياس الأقل تقلباً لإجمالي الصادرات، مع عدم الأخذ في الاعتبار الانخفاض المسجل في أواخر يناير، نتيجة عاصفة أغلقت كوزمينو، واضطرابات تسبّب فيها هجوم بطائرة بدون طيار على محطة أوست-لوغا في بحر البلطيق.
أدى انتهاء هذه المؤثرات إلى ارتفاع متوسط الشحنات خلال أربعة أسابيع إلى أعلى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 5 نوفمبر، متجاوزاً تقديرات "بلومبرغ" بالنسبة إلى هدف التصدير الذي تعهدت به موسكو بنحو 190 ألف برميل يومياً. ارتفعت التدفقات الأسبوعية في الأيام السبعة حتى 22 فبراير بنحو 365 ألف برميل يومياً إلى 3.5 مليون، أي حوالي 215 ألف برميل يومياً فوق الهدف.
تدفقات نفط روسيا المنقول بحراً ترتفع إلى مستوى قياسي جديد
لماذا غاب خام "سوكول"؟
يرجع الغياب المؤقت لشحنات "سوكول" إلى نقص عدد الناقلات المكوكية اللازمة لنقل الخام من محطة التصدير "دي كاستري"، وسط مشكلات تتعلق بالتسليم إلى مصافي التكرير الهندية. تواجه موسكو تحديات منذ ديسمبر الماضي من أجل إيصال "سوكول" إلى الهند، وهي السوق الرئيسية لإنتاج مشروع "سخالين 1"، مع قلق مصافي التكرير في الدولة الآسيوية من العقوبات الأميركية وشكواها من أن الإمدادات مرتفعة الثمن.
على الرغم من تسليم ثلاث شحنات من خام "سوكول" إلى الهند هذا الشهر، وتحويل العديد من الشحنات الأخرى إلى الصين، إلا أن ما لا يقل عن 14 شحنة أخرى-بإجمالي حوالي 10 ملايين برميل-لا تزال موجودة على متن السفن. كما أن جميع السفن السبع المتخصصة التي تنقل الخام من محطة التصدير كانت تحمل بضائع على متنها الأسبوع الماضي، ولم تُتح أي منها لاستقبال شحنات جديدة.
عادت أول ناقلة غادرت الصين الأسبوع الماضي إلى "دي كاستري"، حيث بدأت تحميل شحنة جديدة صباح أمس الثلاثاء؛ ومن المقرر أن تصل اثنتان أخريان إلى المحطة في وقت لاحق من الأسبوع.
تواجه روسيا العديد من المعوقات لشحن خامها بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 14 ناقلة مملوكة لشركة الناقلات الحكومية الروسية "سوفكومفلوت". وأُجبر جزء من الأسطول الضخم من الناقلات التي تستخدمها روسيا لتوصيل نفطها الخام على التوقف بسبب العقوبات السابقة.
في الوقت نفسه، تخطط شركة "ترانسنفط" (Transneft)، المشغلة لخطوط أنابيب النفط الروسية، لبناء ثلاثة صهاريج تخزين إضافية في "كوزمينو" كجزء من خطط لتعزيز شحنات خط أنابيب "إسبو"، مما قد يؤدي إلى تحويل المزيد من النفط الخام بعيداً عن الموانئ الغربية للبلاد.
ارتفعت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، حيث زادت إلى 1.73 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 25 فبراير، من 1.55 مليار دولار في الأسبوع السابق. وفي الوقت نفسه، استمر متوسط الدخل لأربعة أسابيع في الارتفاع، حيث زاد بمقدار 115 مليون دولار ليصل إلى 1.7 مليار دولار في الأسبوع.
أميركا تعاقب شركة شحن عملاقة للضغط على مبيعات النفط الروسية
تدفقات حسب الوجهة
قفزت تدفقات النفط الخام الروسي المنقولة بحراً في الأسابيع الأربعة حتى 25 فبراير بنحو 200 ألف برميل يومياً إلى 3.48 مليون برميل يومياً. كانت الشحنات أقل بحوالي 110 آلاف برميل يومياً من المتوسط المسجل في مايو ويونيو الماضيين، أو أعلى من هدف روسيا في الربع الأول بحوالي 190 ألف برميل يومياً.
لا تشمل جميع الأرقام الشحنات التي تم تحديدها على أنها من نوع خام "كيبكو" الكازاخستاني. وهذه هي الشحنات التي سلمتها شركة "كازترانس أويل" (KazTransoil JSC) التي تعبر روسيا للتصدير عبر ميناء "نوفوروسيسك" على البحر الأسود، وميناء "أوست لوغا" على بحر البلطيق، ولا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو سقف الأسعار.
تُمزج البراميل الكازاخستانية مع الخام من أصل روسي لتنتج عن ذلك درجة تصدير موحدة. منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية.
عملاء روسيا في آسيا
ارتفعت الشحنات التي تتم متابعتها والمتجهة إلى عملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك الشحنات التي لا تظهر وجهة نهائية، لتصل إلى 3.02 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 25 فبراير، بزيادة عن 2.85 مليون برميل في فترة الأسابيع الأربعة السابقة.
تم تحميل حوالي 1.45 مليون برميل من النفط الخام يومياً على الناقلات المتجهة إلى الصين. استكملت واردات الصين المنقولة بحراً بنحو 800 ألف برميل يومياً من النفط الخام الذي يتم تسليمه من روسيا عبر خطوط الأنابيب، إما من خلال مسار مباشر أو عبر كازاخستان.
بلغ متوسط التدفقات على متن السفن التي تظهر إشاراتها أنها متجهة إلى الهند نحو 905 آلاف برميل يومياً.
سترتفع أرقام الشحنات الصينية والهندية مع وضوح الرؤية بشأن موانئ التفريغ للسفن التي لا تظهر وجهاتها النهائية حالياً.
كانت السفن التي تُظهر إشاراتها أنها متجهة إلى بورسعيد أو السويس في مصر تحمل ما يعادل نحو 540 ألف برميل يومياً، أو من المتوقع نقلها من سفينة إلى أخرى قبالة ميناء "يوسو" الكوري الجنوبي. تنتهي هذه الرحلات عادة في موانئ في الهند أو الصين. يشمل هذا الرقم خام "سوكول" الذي لا يزال على متن الناقلات المكوكية في انتظار نقله إلى سفن أخرى، بالإضافة إلى الشحنات العالقة الأخرى من هذا النوع.
أما الكميات الأخرى غير المعروفة، والتي تبلغ نحو 130 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 25 فبراير، فهي تلك التي تحملها الناقلات التي لا تظهر وجهة واضحة. تنطلق معظم هذه الشحنات من الموانئ الغربية لروسيا، وتستمر في عبور قناة السويس، لكن قد ينتهي الأمر ببعضها في تركيا. يمكن نقل شحنات أخرى من سفينة إلى أخرى، حيث تتم معظم عمليات النقل هذه الآن في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل اليونان.
نفط روسيا المنقول بحراً يواجه مخاطر مع عزوف الهند عن الشراء
أسواق أوروبا وتركيا
توقفت صادرات روسيا من النفط الخام المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية. ومع توقف التدفقات إلى بلغاريا في نهاية العام الماضي، أصبحت تركيا الآن السوق الوحيدة قصيرة المدى للشحنات من الموانئ الغربية لروسيا.
تحسنت الصادرات إلى تركيا لتصل إلى أعلى مستوى لها في 11 أسبوعاً عند حوالي 417 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 25 فبراير. يعد هذا أعلى مستوى مقارنة بالأسبوع المنتهي في 5 ديسمبر الماضي، والرقم المعدّل البالغ حوالي 390 ألف برميل يومياً خلال الفترة المنتهية في 18 فبراير.
يتم التحقق من بيانات تتبع السفن مقابل تقارير وكلاء الموانئ، بالإضافة إلى التدفقات وحركات السفن التي أبلغ عنها مزودو المعلومات الآخرون، بما في ذلك شركتا "كبلر" (Kpler) و"فورتكسا" (Vortexa Ltd).
نوفاك: إمدادات النفط الروسي إلى أوروبا لن تتجاوز 5% في 2023
قيمة التصدير
بعد إلغاء رسوم التصدير على الخام الروسي، تم تتبع القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام المنقولة بحراً، استناداً إلى بيانات الأسعار التي تقدمها شركة "أرغوس ميديا" (Argus Media) ونظام تتبع الناقلات الخاص بنا.
زادت القيمة الإجمالية لصادرات النفط الخام الروسية إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، مرتفعةً إلى 1.73 مليار دولار في الأيام السبعة حتى 25 فبراير من 1.55 مليار دولار في الأسبوع السابق. وفي الوقت نفسه، استمر متوسط الدخل لأربعة أسابيع في الارتفاع أيضاً، حيث قفز بمقدار 115 مليون دولار إلى 1.7 مليار دولار في الأسبوع. لا يزال متوسط أربعة أسابيع بعيداً عن ذروته البالغة 2.17 مليار دولار في الأسبوع، والتي سُجلت في الفترة حتى 19 يونيو 2022. وكان أعلى مستوى وصل إليه العام الماضي هو مليارا دولار أسبوعياً في الفترة حتى 22 أكتوبر.
خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد بدء تطبيق سقف أسعار مجموعة الدول السبع على صادرات النفط الخام الروسية في أوائل ديسمبر 2022، تراجعت قيمة التدفقات المنقولة بحراً إلى مستوى منخفض بلغ 930 مليون دولار في الأسبوع، لكنها سرعان ما تعافت.
يتم احتساب القيمة عن طريق ضرب متوسط سعر النفط الخام الأسبوعي من "أرغوس ميديا غروب" في تدفق الصادرات الأسبوعي من كل ميناء. بالنسبة إلى الشحنات من موانئ البلطيق والقطب الشمالي، يتم استخدام بيانات خام الأورال "إف أو بي بريمورسك نوفوروسيسك" (Urals FOB Primorsk Novorossiysk) بتاريخ إغلاق لندن ومتوسط السعر. بالنسبة إلى شحنات المحيط الهادئ، يُستخدم مزيج "إسبو إف أو بي كوزمينو" (ESPO FOB Kozmino) وإغلاق الأسعار في سنغافورة، ومتوسط السعر.
كانت رسوم التصدير قد أُلغيت في نهاية عام 2023 كجزء من خطط الإصلاح الضريبي طويلة الأمد في روسيا.
واردات الهند من النفط الخام الروسي تتراجع بسبب مشكلات الدفع
السفن تغادر الموانئ الروسية
تظهر بيانات تتبع السفن وتقارير وكيل الموانئ أن 32 سفينة حملت 24.5 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 25 فبراير. يُعد هذا أقل بنحو 2.5 مليون برميل عن الأسبوع السابق.
ارتفعت الشحنات من محطة "كوزمينو" الروسية المطلة على المحيط الهادئ، لتعوّض أي نقص في الشحنات من ميناء "دي كاستري".
جميع الأرقام لا تشمل الشحنات التي تم تحديدها على أنها من درجة خام "كيبكو" الكازاخستاني. وتم تحميل شحنة واحدة من "كيبكو" في ميناء "نوفوروسيسك" خلال الأسبوع.