الشرق
تمكنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) من إضافة كميات كبيرة للاحتياطيات المؤكدة من الغاز والمكثفات في حقل الجافورة غير التقليدي، كما كشف وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
الكميات الإضافية المؤكدة بلغت 15 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز، وملياري برميل من المكثفات، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم الأحد عن الأمير عبدالعزيز.
ونوّه وزير الطاقة بأن "هذا الإنجاز تحقق نتيجة تطبيق أعلى المعايير العالمية في تقدير الموارد الهيدروكربونية وتطويرها بما يضمن حسن استغلالها".
بفضل هذه الإضافات الجديدة، فإن كميات الموارد في حقل الجافورة أصبحت تُقدّر بحوالي 229 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز، و75 مليار برميل من المكثفات، حيث صادقت على تقديرات الموارد والاحتياطيات المؤكدة لحقل الجافورة شركة استشارات مستقلة كبرى متخصصة في مجال المصادقة على الموارد والاحتياطيات المؤكدة، كما أورد بيان "واس".
كانت "بلومبرغ" أفادت أن "أرامكو" باشرت محادثات مع داعمين محتملين لتطوير حقل الجافورة البالغة تكلفته 110 مليارات دولار، كما أن عملاقة النفط السعودية تبحث عن مستثمرين للمساهمة بتمويل تطوير مشاريع النقل والتكرير في الحقل الواقع شرق المملكة، بما في ذلك عرض المشاركة بحصص في أصول كمنشآت احتجاز الكربون، وتخزينه، وخطوط الأنابيب، ومحطات الهيدروجين.
وفي أكتوبر، وقَّعت شركتا "هيونداي للهندسة والإنشاءات" و"هيونداي للهندسة" الكوريتان الجنوبيتان عقداً بـ2.4 مليار دولار مع "أرامكو" لبناء محطة لمعالجة الغاز في الجافورة، ليمثل باكورة العقود الأجنبية الكبرى في الحقل.
أبعاد استراتيجية
يرى وائل مهدي، محلل أسواق الطاقة في اقتصاد الشرق مع بلومبرغ، أن الإعلان اليوم عن زيادة احتياطيات الغاز في الجافورة له دلالات استراتيجية، لاسيما أنه جاء بعد إعلان السعودية تأجيل خطط رفع طاقة "أرامكو" الإنتاجية من النفط.
وبالتالي، فإنه دليل جديد على توجه السعودية للغاز من أجل دعم تحول الطاقة محلياً والاعتماد على مصادر طاقة أنظف، بحسب مهدي، الذي لفت إلى أن غاز الجافورة لديه 3 مزايا استراتيجية، أولها أهميته لبرنامج خفض استهلاك السوائل البترولية وتصديرها بدلاً من حرقها، وثانيها أنه أساس برنامج "أرامكو" لتصبح أكبر مصدر هيدروجين أزرق في العالم، وثالثها أنه قد يكون الدافع وراء توجه السعودية لتصدير الغاز الطبيعي المسال للعالم للمرة الأولى.
وصرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان في وقتٍ سابق أنه سيتم استخدام جزء كبير من غاز الجافورة في إنتاج ما يسمى بالهيدروجين الأزرق. وهي العملية التي يتم فيها التقاط الانبعاثات المرتبطة بإنتاج الهيدروجين وتخزينها في المملكة، مما يسمح بتصدير الوقود كمصدر للطاقة النظيفة.
الجافورة يُعدُّ جزءاً أساسياً من استراتيجية المملكة العربية السعودية لتنويع صادراتها من الطاقة بعيداً عن النفط. وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أن الحقل يحتوي على 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الخام، وتتوقع "أرامكو" أن يبدأ الإنتاج في الحقل عام 2025، لتصل المبيعات إلى نحو ملياري قدم مكعب قياسي يومياً بحلول عام 2030، كما أفصح أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين، خلال إطلاق مراحل التطوير التجاري للمواد غير التقليدية في حقل الجافورة، وإطلاق برامج التوسع الكبير في حجم أعمال الغاز في "أرامكو"، بما سيجعل الشركة إحدى أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم.