بلومبرغ
تشتري شركات التكرير في الصين، أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، كميات هائلة من النفط الخام من أقصى شرق روسيا، بعدما عزفت عنه نظيراتها في الهند بدرجة كبيرة، وسط مخاوف من العقوبات.
منذ بداية الشهر الجاري وحتى الآن، اشترت المصافي الصينية- وأغلبها شركات خاصة- متوسط 168 ألف برميل يومياً من خام سوكول، ما يتجاوز 3 أضعاف معدل مشترياتها منه في يناير الماضي، وأعلى كثيراً من مستوى 53 ألف برميل يومياً في 2023، وفق بيانات السفن التي تتبعها شركة "كبلر" (Kpler) المتخصصة في توفير بيانات المعاملات التجارية.
على النقيض من ذلك، قارب حجم تدفقات الخام إلى الهند 119 ألف برميل يومياً خلال الشهر الجاري، بعد توقفها في ديسمبر ويناير. بانخفاض عن 140 ألف برميل يومياً في العام الماضي.
زيادة واردات النفط الروسية
أصبحت الصين والهند أكبر وجهة شراء لخامات النفط الروسي، بما يشمل "إسبو" (ESPO) وسوكول، بعد غزو أوكرانيا في 2022. وأفضت الحرب إلى فرض مجموعة من العقوبات على روسيا، وتحديد آلية سقف سعر على شحنات النفط، وقادت الولايات المتحدة هذه العقوبات.
اقرأ المزيد: توقف تدريجي لناقلات تحمل النفط الروسي بعد عقوبات أميركية
في البداية، أدت العقوبات إلى عزوف المشترين الغربيين فقط عن الشحنات. لكن شركات التكرير في الهند واجهت أيضاً صعوبات منذ أواخر العام الماضي، منها مشكلات في الدفع وخلافات حول الخصومات.
الخصومات تجذب مشتري النفط
اشترت شركات التكرير الصينية شحناتها من خام سوكول تسليم فبراير بخصم يقارب 50 سنتاً للبرميل عن أسعار خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال، والتي ينظر لها كمعيار للسوق العالمية، بحسب متعاملين في السوق أضافوا أنه رغم عدم اعتماد مصافي التكرير في الصين على خام سوكول بشكل أساسي، إلا أنه جذب قدراً من الاهتمام بفضل الخصم المقدم على سعره، مقارنة بمثيله لخام "إسبو"، الذي عادةً ما يكون الخيار الأكثر رواجاً.
أدى تعثر الصادرات الهندية من النفط الروسي إلى توقف ناقلات تحمل نحو 15 مليون برميل من خام سوكول قبالة سواحل ماليزيا وكوريا الجنوبية في الفترة الحالية، بعدما كانت تشق طريها إلى الهند، ولم تبدِ هذه الناقلات أي بوادر على التحرك، وفق ما كشفته "بلومبرغ" خلال الأسبوع الجاري.