بلومبرغ
أوقف الطقس الشتوي القارس إنتاج ملايين البراميل من النفط الأميركي بعد أن غطى أجزاء من ولاية تكساس بالثلوج وضرب نورث داكوتا بموجة من البرد الشديد، ومن المتوقع ألا يعود الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية قبل أسابيع.
تقلص الإنتاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة بنحو 10 ملايين برميل الأسبوع المنصرم، وفق مشاركين في السوق طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات خاصة. وتُقدر الكمية المفقودة في حوض بيرميان في تكساس ونيو مكسيكو بنحو 6 ملايين برميل، على أن يبلغ حجم الإنتاج المتوقف في باكين بولاية نورث داكوتا زهاء 3.5 مليون برميل.
تعافي الإنتاج قد يستغرق شهراً
وفي ميدلاند، في قلب حوض بيرميان في تكساس، انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في 11 يوماً من أصل 19 من هذا الشهر. وكان البرد قارساً للغاية في الأيام القليلة الماضية، إذ بلغت درجات الحرارة أقل من 20 درجة فهرنهايت (-7 درجة مئوية) لمعظم أيام الأسبوع، بحسب موقع "أكيوويذر" (Accuweather).
تُجمّد درجات الحرارة المنخفضة للغاية الماء عند رأس البئر، مما يؤدي إلى توقف الإنتاج. وقال الناس إن الطرق الجليدية تجعل من الصعب على شاحنات التفريغ، المستخدمة لنقل مياه الصرف، الوصول إلى منصات الحفر، مما يتسبب في توقف شركات الحفر عن الضخ أو تقليص معدلاته.
وتقل الخسائر حالياً عن 1% من إجمالي إنتاج الخام الأميركي، أي نحو 13 مليون برميل يومياً، لكن من المتوقع أن تستمر، بل وترتفع في نورث داكوتا. وفي مدينة ويليستون، وسط منطقة باكين، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد حتى نهاية الشهر، مما يشكل تحديات مستمرة. وقال مسؤولون حكوميون إن منتجي النفط هناك قد يحتاجون إلى شهر على الأقل لاستعادة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية بعد انقطاع أكثر من نصف التدفقات بالولاية الأسبوع المنصرم.
البرد يعطل أنظمة تجميع الغاز
قال لين هيلمز، مدير الموارد المعدنية في نورث داكوتا، إن أنظمة تجميع الغاز الطبيعي المرتبطة بآبار النفط تمتلئ بالسوائل أثناء البرد الشديد، مما يعطل تشغيل أجهزة الضغط. وتُغلق بعد ذلك آبار النفط الخام لتجنب إحراقها.
وقال هيلمز في بث عبر الإنترنت: "سيكون التعافي بطيئاً وطويلاً. يناير سيكون شهراً سيئاً للغاية".
استعادت شركات الحفر في ثالث أكبر ولاية أميركية منتجة للنفط بعض الإنتاج بعد أن أدى البرد الشديد إلى توقف ما يصل إلى 700 ألف برميل يومياً في بدايات الأسبوع الماضي. وأنتجت الولاية نحو 1.3 مليون برميل يومياً في نوفمبر، وهو أحدث شهر من البيانات.
وقال جاستن كرينغستاد، مدير هيئة خطوط الأنابيب بالولاية، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن حجم الإنتاج المتوقف انخفض بمقدار النصف تقريباً إلى ما بين 350 و400 ألف برميل يومياً حتى أمس الجمعة. ولا يزال هذا أكثر من متوسط إنتاج الكونغو، العضو في منظمة أوبك لعام 2022.
كما عطل الطقس البارد عمليات التكرير في جنوب الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وكان نحو 1.5 مليون برميل من الطاقة التكريرية لساحل الخليج -قرابة 15% من إجمالي المنطقة- معطلاً حتى أمس الجمعة، بسبب البرد والصيانة الدورية، وفقاً لشركة وود ماكنزي (Wood Mackenzie). وتعطل نحو 1.8 مليون برميل من طاقة التكرير في جميع أنحاء الولايات المتحدة.