قال موكيش كومار سورانا رئيس مجلس إدارة شركة "هندوستان بتروليوم كورب"، وهي واحدة من أكبر مصافي التكرير في الهند، إنَّ توجُّه المملكة العربية السعودية لكبح إمدادات النفط لدعم الأسعار يدفع نيودلهي إلى تسريع خططها لتنويع مصادر النفط الخام، والسعي لتعزيز استخدام الطاقة البديلة.
وتحاول الهند، ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم، بالفعل خفض اعتمادها على خام الشرق الأوسط، فقد ارتفع النفط الأمريكي من 0.5%من إجمالي المشتريات إلى 6% خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لما قاله رئيس شركة "هندوستان بتروليوم كورب"، (Hindustan Petroleum Corp) المملوكة للدولة في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ.
ودعا وزير النفط الهندي دارمندرا برادان مراراً تحالف " أوبك +" إلى ضخِّ المزيد من الخام لمنع الأسعار من الارتفاع الشديد.
ويضمُّ تحالف " أوبك +" الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدِّرة للنفط ( أوبك) بالإضافة إلى منتجين أخرين بقيادة روسيا.
ومع ذلك، لم تلقَ دعوات الوزير الهندي استجابة في الرياض، عندما قرر التحالف، الذي تهيمن عليه السعودية وروسيا، إبقاء الإنتاج عند المستويات الحالية الأسبوع الماضي.
ودفع قرار " أوبك +" والهجوم على محطة لتصدير النفط في المملكة العربية السعودية خام برنت فوق 71 دولاراً للبرميل يوم الإثنين.
وقال سورانا: "ارتفاع الأسعار يجعل مستقبل النفط كسلعة في سلة الطاقة أكثر ضرراً، إنَّ ارتفاع أسعار النفط يدفع الدول للبحث عن المزيد من الموارد البديلة في سلة الطاقة، كما أنَّ الهند تفضِّل سعراً للنفط في نطاق يتراوح بين 50، و 60 دولاراً للبرميل.
ويبدو بشكل متزايد أنَّه من غير المحتمل أن يتراجع النفط الخام إلى تلك المستويات التي ترغبها الهند، وتتراوح بين 50، و 60 دولاراً للبرميل.
ورفعت بنوك كبرى توقُّعاتها لأسعار النفط بعد قرار "أوبك +"، ويتوقَّع بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" صعود سعر خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل في الربع الثالث من 2021.
ووفقاً لبيانات حكومية، كانت حوالي 86% من واردات النفط الهندية في 2020 من أعضاء "أوبك +"، و 19% من السعودية.
وأوضح سورانا أنَّ المصافي الهندية تراقب عن كثب عودة إيران المحتملة إلى سوق النفط، مضيفاً، "الأسعار المرتفعة للنفط تدفع التضخم إلى الارتفاع، وهذا غير مفيد للاقتصاد".
ومن المرجَّح أيضاً أن يضيف ارتفاع أسعار النفط مزيداً من الزخم إلى توجُّه الهند نحو الحصول على مصادر نظيفة للطاقة.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الشهر الماضي، إنَّ البلاد تستهدف تلبية 40% من احتياجاتها من الطاقة من المصادر الخضراء مع حلول عام 2030.
وأدَّى ارتفاع سعر نفط برنت نحو 30% حتى الآن من 2021، إلى تقليص الاستهلاك المحلي للوقود، كما أنَّه يهدد تعافي الهند من أسوأ ركود لها منذ عقد الخمسينيات إبان القرن الماضي.