الشرق
دافوس- أمير جمعة
أكّد وزير الطاقة الهندي هارديب سينغ بوري أنه لولا شراء بلاده للنفط الروسي لارتفع سعر البرميل إلى 250 دولاراً، داحضاً بمقابلة مع "بلومبرغ" الانتقادات التي تطال نيودلهي بسبب استيرادها الخام من موسكو التي تتعرض لعقوبات من الدول الغربية.
سينغ بوري أوضح في مقابلة مع "الشرق" أيضاً، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن بلاده رفعت عدد مصادر الطاقة لديها من 27 إلى 39، وفي مقدمها السعودية التي وصفها بـ"الشريك الممتاز والموثوق على صعيد الطاقة، والمستثمر المحتمل في العديد من المشاريع المقبلة. وتعززت هذه الشراكة بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان" في سبتمبر إلى الهند خلال استضافتها قمة مجموعة العشرين.
وشهدت الزيارة توقيع السعودية والهند أكثر من 50 اتفاقية، شملت مجالات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، وريادة الأعمال، والكيماويات، والطاقة، والصناعات المتقدّمة.
تُعدُّ الهند ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية، بينما تمثل الرياض رابع أكبر شريك تجاري لنيودلهي، وثاني أكبر مورد للنفط إليها.
تفاؤل تجاه أزمة البحر الأحمر
الوزير الهندي عبّر لـ"الشرق" عن تفاؤله بحلّ أزمة الملاحة في البحر الأحمر، بعد استهداف الحوثيين للسفن العابرة، مضيفاً: "امتداد التوترات لن يصيب دول المنطقة فحسب بل الاقتصاد العالمي بأسره، وبالتالي لا بد من الوصول إلى حل". ومفصحاً أن الهند لا تدفع ثمن النفط إلاّ عند استلامه في موانئها.
سينغ أعلن أن المعايير الثلاثة التي تحكم استيراد النفط من قِبل بلاده هي "ضمان توفره، والسعر المناسب، واستدامة الواردات.. وبالتالي عندما لا نحقق هذه الشروط عند الجانب الروسي، فإننا نتجه إلى مصادر أُخرى مثل فنزويلا، والعراق، والإمارات، وبالطبع المملكة العربية السعودية التي خفضت سعر النفط إلى آسيا مرتين مؤخراً".
ونوّه بأن "نمو طلب الهند على النفط يفوق بثلاثة أضعاف نمو الطلب العالمي، حيث نستهلك حالياً 5 ملايين برميل يومياً، وسيرتفع هذا الرقم إلى 7 ملايين برميل. وبالتالي، فإن نحو 25% من نمو طلب العالم على النفط سيأتي من الهند على مدى الأعوام العشرين المقبلة".