بلومبرغ
حافظ إنتاج "أوبك" من النفط الخام على مستوى مستقر خلال الشهر الماضي قبل بدء تطبيق تخفيضات جديدة للإمدادات من قبل المنظمة وحلفائها.
ضخت "أوبك" ما متوسطه 28.05 مليون برميل يومياً في ديسمبر مع مواصلتها فرض قيود العرض المتفق عليها في وقت سابق من العام الماضي، وفقاً لمسح أجرته "بلومبرغ". عوضت بلدان أخرى مثل نيجيريا التخفيضات التي قامت بها الإمارات وأنغولا.
من المقرر أن ينخفض الإنتاج بمستوى أكبر في الشهر الجاري، حيث يبدأ التحالف الأوسع المعروف بـ"أوبك+" تخفيضات إضافية بنحو 900 ألف برميل يومياً في محاولة لتفادي فائض جديد، وحماية أسعار النفط الخام المتدهورة.
تراجعت العقود الآجلة للنفط بنسبة 20% تقريباً منذ أن اقتربت من مستوى 100 دولار للبرميل قبل أربعة أشهر، وسط ارتفاع الإمدادات من الولايات المتحدة ومنافسي "أوبك" الآخرين. ربما يكون الإنتاج الإضافي من الخام أكثر من اللازم بالنسبة إلى الطلب العالمي على الوقود، والذي يُتوقع أن يشهد نمواً أبطأ بشكل كبير هذا العام. تم تداول خام "برنت" قرب 78 دولاراً للبرميل أمس الأربعاء.
أكبر خفض في ديسمبر
قامت الإمارات بأكبر خفض في الإمدادات الشهر الماضي، حيث قلصت الإنتاج بمقدار 70 ألف برميل يومياً إلى 3.08 مليون برميل يومياً. لا يزال هذا المستوى يجعل إنتاج الدولة أعلى من حصتها لشهر ديسمبر، وبما يفوق أيضاً الهدف الأكبر الجديد الذي يدخل حيز التنفيذ خلال الشهر الجاري.
انخفض إنتاج أنغولا مرة أخرى في آخر شهر لها كعضو في "أوبك"، حيث هبط بمقدار 40 ألف برميل يومياً إلى 1.1 مليون برميل يومياً. وأعلنت أنغولا أواخر الشهر الماضي أنها ستنسحب من المنظمة اعتباراً من الأول من يناير، مُنهية بذلك عضويتها التي امتدت لـ16 عاماً وسط نزاع مرير حول حصتها الإنتاجية.
رفضت أنغولا قبول الحد المخفض الذي فرضه زعماء "أوبك"، لكن إنتاجها في ديسمبر-الذي هبط بسبب سنوات من نقص الاستثمار-جاء متماشياً مع المستوى الذي رفضته.
خففت الزيادات في أماكن أخرى انخفاض العرض من هاتين الدولتين العضوين. وزادت نيجيريا الإمدادات بمقدار 50 ألف برميل يومياً إلى 1.49 مليون يومياً في ديسمبر، وذلك تماشياً مع الحصة المعدّلة التي تفاوضت عليها بنجاح لهذا العام.
شكوك بشأن التزام "أوبك+"
تسود شكوك بين تجار النفط بأن تحالف "أوبك+" المكون من 22 دولة سوف يفي بالكامل بقيود العرض الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ خلال الشهر الجاري، حيث فقد العديد من الأعضاء بالفعل أكبر قدر ممكن من الإنتاج-والإيرادات المرتبطة به-بالمستوى الذي يستطيعون تحمله. تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن التخفيض الذي تعهدت به "أوبك" سيُترجم إلى خفض فعلي بنحو 500 ألف برميل يومياً.
سيحتاج العراق، الذي يحظى بسجل غير مكتمل فيما يتعلق بالتنفيذ مع ما له من احتياجات مالية مُلحّة لعائدات التصدير، إلى خفض الإنتاج بمقدار كبير قدره 290 ألف برميل يومياً من أجل تحقيق هدفه لشهر يناير.
سيعقد "أوبك+" اجتماع متابعة عبر الإنترنت لمراجعة ظروف السوق في الأول من فبراير المقبل، ومن المقرر أن يجتمع الوزراء بشكل شخصي في مقر المجموعة في فيينا في أوائل يونيو.
يستند المسح الذي أجرته "بلومبرغ" إلى بيانات تتبع السفن، ومعلومات من مسؤولين، وتقديرات من شركات الاستشارات، بما في ذلك "كيبلر" (Kpler Ltd) و "رابيدان إنرجي غروب" (Rapidan Energy Group) و "ريستاد إنرجي" (Rystad Energy A/S).