بلومبرغ
من المرجّح أن يتباطأ نمو الطلب على النفط في سوقه الآسيوية الرئيسية في الهند العام المقبل مع تلاشي طفرة الاستهلاك التي أعقبت الوباء، مما يعكس تباطؤ الاقتصاد في الصين ويشكل عقبة جديدة في مواجهة الأسعار.
يتوقع موكيش ساهديف، رئيس قسم تداول النفط في شركة "ريستاد إنرجي" زيادة استهلاك النفط بمقدار 150 ألف برميل يومياً في 2024، متراجعة من حوالي 290 ألف برميل يومياً في الفترة من 2021 إلى 2023. وقال إن هذا التراجع سيعيد نمو الاستهلاك إلى مستوى يقترب من الوتيرة التي شهدناها في الفترة بين عامي 2011 إلى 2019.
في الوقت نفسه، توقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها لشهر نوفمبر، تراجع الزيادة في الاستهلاك بمقدار النصف لتصل إلى 100 ألف برميل يومياً.
انخفضت أسعار النفط خلال الربع الرابع من العام على خلفية المخاوف المستمرة من تجاوز المعروض العالمي للطلب. ويأتي هذا الانخفاض رغم خطط منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها لتخفيض الإنتاج بمعدلات أكبر، رغم زيادة الإنتاج في أماكن أخرى، مثل الولايات المتحدة. في نفس الوقت، ينتظر أن يتباطأ نمو الطلب على النفط الخام العام المقبل، ملقياً بظلال تشاؤمية على التوقعات.
ارتفاع استهلاك النفط الخام
تعد الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام، فضلاً عن أنها سوق حيوي للمنتجين من الشرق الأوسط وروسيا، حيث رفعت موسكو صادراتها إليها بعد غزو أوكرانيا في عام 2022. ويتوسع الاقتصاد الهندي بوتيرة سريعة، إذ حقق نمواً بنسبة 7.6% في الربع الثالث، ما زاد الطلب على البنزين والديزل ومنتجات أخرى. وبالرغم من أن الاستهلاك الإجمالي للنفط سجل أرقاماً قياسية، فإن معدل التوسع سيتراجع مع انتهاء زيادة الاستهلاك التي أعقبت الوباء.
تظهر نفس الصورة في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. إذ يشير متوسط تقديرات 12 مستشاراً ومحللاً في هذا القطاع، استطلعت "بلومبرغ" آراءهم هذا الشهر، إلى أن الصين ستستهلك 500 ألف برميل إضافية يومياً في 2024. وهذا أقل من ثلث الزيادة المسجلة في 2023.
تأثر خام برنت، وهو المعيار العالمي لأسواق النفط، بالتوقعات المليئة بالتحديات، بجانب الشكوك حول قدرة "أوبك+" على تنفيذ تخفيضات الإنتاج المخطط لها. واصلت الأسعار انخفاضها بعد أن اقتربت من 98 دولاراً للبرميل في أواخر سبتمبر، وهي الآن في طريقها لتسجيل التراجع الشهري الثالث على التوالي. وكانت العقود الآجلة قريبة من 75 دولاراً في الآونة الأخيرة.
تأتي شركة الاستشارات "إف جي إي" (FGE) أيضاً ضمن الشركات التي تتوقع تباطؤ وتيرة نمو الطلب الهندي في العام الجديد. يتوقع ديلان سيم، أحد كبار المحللين في الشركة، ارتفاع الاستهلاك بمقدار 20 ألف برميل يومياً، وهو أقل مما كان عليه في 2023.