بلومبرغ
تشير توقعات إلى أن الصين ستشهد تراجعاً في نمو الطلب على النفط خلال العام المقبل، مما يفاقم التقديرات العالمية القاتمة بالفعل للقطاع في عام 2024، مع تراجع تأثير الشهية المكبوتة للسفر والاستهلاك بعد حقبة الوباء التي استمرت ثلاث سنوات.
من المتوقع أن تستهلك أكبر دولة مستوردة للنفط الخام في العالم 500 ألف برميل إضافية يومياً خلال العام المقبل، وفقاً لأوسط تقديرات استطلاع بلومبرغ، الذي شارك فيه 12 مستشاراً ومحللاً في القطاع، أي أقل من ثلث الزيادة التي شهدها عام 2023.
وتقدر التوقعات أن أنواع البتروكيماويات الحيوية مثل النافتا وغاز البترول المسال (LPG) سيشكلان معظم النمو في الطلب، إلى جانب وقود الطائرات. بينما يتوقع أن يصبح وقود وسائل النقل مثل البنزين أقل تأثيراً في نمو الطلب مع زيادة تبني السيارات الكهربائية.
قال كه شياو مينغ، الخبير في مؤسسة "سينوبك"، أكبر شركة لتكرير النفط في الصين: "خلال العام المقبل، سيعود النمو إلى مساره الطبيعي مع تلاشي الدفعة التي ظهرت بعد حقبة الوباء. والتوقعات غير مشجعة إلى حد كبير". أضاف أن استهلاك المنتجات النفطية يرتبط أيضاً بشكل وثيق بأداء الاقتصاد الأوسع نطاقاً، مع ذلك "ستتلقى البتروكيماويات دعماً إضافياً رغم معاناتها من هوامش أرباح ضعيفة".
نمو الطلب على النفط
بدأت احتمالات تراجع الاستهلاك الصيني في التأثير على نطاق واسع بالفعل. وقالت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير شهر نوفمبر، إن نمو الطلب على النفط في عام 2023 كان مدعوماً من "مجموعة محدودة من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بقيادة الصين". لكنها توقعت تباطؤاً حاداً لاستهلاك العالم في عام 2024 مع توقعات وجود فائض في الإنتاج، رغم تخفيضات الإمدادات الأعمق والأطول أمداً من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها بقيادة روسيا.