فنزويلا تستنفر المشاعر القومية في نزاعها مع غيانا على النفط

كاركاس تجري استفتاءً شعبياً حول ضرورة إخضاع منطقة "إيسيكويبو" لحكمها

time reading iconدقائق القراءة - 9
مرشحة المعارضة في فنزويلا ماريا كورينا ماتشادو - المصدر: بلومبرغ
مرشحة المعارضة في فنزويلا ماريا كورينا ماتشادو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

على مدى عقود، تعلم تلاميذ المدارس الفنزويلية رسم خريطة لبلادهم مختلفة عن تلك المستخدمة في أي مكان آخر، إذ تضم خريطتهم منطقة متنازعاً عليها بمساحة فلوريدا تقريباً، تسيطر عليها دولة غيانا المجاورة.

في أعقاب الاكتشافات النفطية البحرية الضخمة في المنطقة من قبل شركة "إكسون موبيل" وغيرها، ومع اقتراب الانتخابات، يعمل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على إشعال التوترات الإقليمية من خلال إحياء النزاع الحدودي الخامل منذ فترة طويلة حول المنطقة المعروفة باسم إيسيكويبو.

صوت الفنزويليون يوم الأحد على خمسة أسئلة في استفتاء حول ضرورة أن تخضع هذه المنطقة لحكم كراكاس. وشملت هذه الأسئلة: "هل توافق على استخدام كل الوسائل القانونية لمواجهة تطلع غيانا وإصرارها من جانب واحد على استغلال البحر الذي لم يتم ترسيم حدوده، بشكل غير قانوني وفي انتهاك للقانون الدولي"؟

تظهر النتائج الأولية انتصاراً ساحقاً للإجابات الإيجابية، بحسب رئيس الهيئة المشرفة على عملية الاقتراع إلفيس أموروسو. وقال أموروسو إن حجم المشاركة الأولية يمثل ما يزيد على 10 ملايين صوت، رغم أنه لم يكن واضحاً عدد الأصوات التي يقصدها.

مرحلة جديدة في الصراع بين فنزويلا وغيانا

في خطاب ألقاه مساء الأحد في كراكاس، قال مادورو إن الاستفتاء يمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع، دون الإدلاء بأي تفاصيل.

يضع النزاع حكومة غيانا الموالية للغرب في مواجهة حليفة لدولة كوبا الاشتراكية. ومع تصاعد حدة الخطاب، قالت البرازيل إنها سترسل مزيداً من القوات إلى حدودها الشمالية مع البلدين.

شنت حكومة مادورو حملات من المسيرات والأغاني الوطنية ومقاطع الفيديو التي تدعم مزاعم أحقيتها بالمنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والغابات الكثيفة، والتي تشكل نحو ثلثي أراضي غيانا الوطنية. ويعتقد جميع الفنزويليين تقريباً، بما في ذلك المعارضة، أن منطقة إيسيكويبو ملك لهم.

تقول إحدى الأغاني التي روجت لها الحكومة، في إشارة إلى الثروة المعدنية في المنطقة: "أنا ذاهب إلى إيسيكويبو، إنها ملكي، سأدافع عن الذهب والفضة وحتى معدن الكولتان".

تأجيج النزعة القومية لدعم مادورو في الانتخابات

تأجيج النزعة القومية الفنزويلية قد يساعد مادورو في الانتخابات الرئاسية عام 2024. وإذا أُجري التصويت غداً، فإن 13% سيصوتون لصالح مادورو، بينما سيدعم 63% مرشحة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، وفقاً لأوزفالدو راميريز، رئيس شركة استطلاعات الرأي المحلية "أو آر سي كونسالتورز" (ORC Consultores). ومع ذلك، هناك تساؤلات حول نزاهة الانتخابات، وحول إمكانية السماح لماتشادو بالترشح.

غيانا، الدولة الوحيدة الناطقة باللغة الإنجليزية في أميركا الجنوبية، هي أسرع اقتصاد نمواً في العالم، والذي تضاعف حجمه أربع مرات على مدى الأعوام الخمسة الماضية بفضل آبار النفط البحرية الضخمة التي قامت شركة "إكسون" بحفرها لأول مرة في عام 2015.

يبلغ عدد سكان غيانا 800 ألف نسمة. وترتفع احتياطياتها من النفط الخام بالنسبة إلى عدد سكانها بدرجة كبيرة حتى أن بعض التوقعات تكشف أن البلاد سوف تتفوق على الكويت لتصبح أكبر دول العالم إنتاجاً للنفط بالنسبة للفرد.

غيانا تدعو إلى إلغاء الاستفتاء

أثارت حكومة غيانا غضب مادورو في سبتمبر عندما قالت إنها ستمنح مناطق جديدة لإنتاج النفط بحلول نهاية العام. وقالت حكومة مادورو إن بعض هذه المناطق تقع في مياه لم يتم ترسيم حدودها أو أنها تابعة لفنزويلا.

قالت روسيو سان ميغيل، رئيسة منظمة "كونترول سيودادانو" ومقرها فنزويلا: "إن الاستفتاء هو رد فعل سياسي قومي تم التعبير عنه في وقت ضعف حكومة مادورو".

دعت حكومة غيانا إلى إلغاء الاستفتاء. كما عارضت ماتشادو التصويت قائلة إنه "تشتيت وخطأ".

توقع مادورو أن يدلي 12 مليون فنزويلي بأصواتهم في الاستفتاء، من بين 20 مليوناً من الناخبين. ولم يقل مادورو كيف يعتزم المضي قدماً بعد ذلك.

تتنازع غيانا وفنزويلا على حدودهما منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث تطالب فنزويلا بجميع الأراضي الواقعة غرب نهر إيسيكويبو. في عام 1899، منحت لجنة تحكيم دولية بريطانيا تلك المنطقة، لكن في عام 1962 ألغت فنزويلا ذلك القرار باعتباره باطلاً وطالبت بشكل دوري بتسليم المنطقة، حتى أنها هددت في بعض الحالات السابقة بعمل عسكري.

أحالت الأمم المتحدة النزاع إلى محكمة العدل الدولية، لكن فنزويلا لا تعترف باختصاصها القضائي.

تصنيفات

قصص قد تهمك