بلومبرغ
تتزايد الفجوة بين أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا وأوروبا، إذ تهدد القيود الأشد صرامة في قناة بنما التي ضربها الجفاف برفع تكاليف الرحلات، لا سيما من الموردين الأميركيين.
زادت علاوة أسعار الغاز الآسيوية مقارنة بأوروبا لصيف 2024 بأكثر من الضعف منذ 30 أكتوبر، عندما أعلنت قناة بنما أنها ستفرض قيوداً أخرى على عبور السفن، فيما قفزت علاوة أسعار شتاء 2024 هي الأخرى. ووفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، سينخفض عدد الممرات المتاحة للسفن بحجم ناقلات الغاز الطبيعي المسال بمقدار النصف بحلول شهر يناير.
وتوضح حركة الأسعار كيف ينعكس الجفاف وارتفاع تكاليف عبور القناة فعلياً على مختلف أسواق الطاقة، فضلاً عن مدى تعرضها لنقاط الاختناق البحرية. فسوف يضطر التجار الآن إلى تجنب المرور عبر قناة بنما وإرسال البضائع المتجهة إلى آسيا من الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو إلى طريق رأس الرجاء الصالح أو قناة السويس، مما يزيد من الوقت وتكاليف الشحن للرحلة.
وقال شي نان، رئيس أبحاث الغاز الطبيعي المسال في شركة "ريستاد إنرجي": "سيستمر هامش ربحية إرسال الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى منطقة المحيط الهادئ في الانخفاض، بسبب الفترة الطويلة التي تستغرقها الرحلة وارتفاع تكلفة الشحن. ويتعين على المشترين في شرق آسيا أن يدفعوا علاوة في التعاملات الفورية لجذب الإمدادات الأميركية إلى آسيا بدلاً من أوروبا".
تمثل قناة بنما طريق شحن حيوياً لإمدادات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، أكبر مصدِّر في العالم، إلى دول آسيا مثل اليابان وكوريا والصين.
"حرب أسعار" تلوح في الأفق
قالت "بلومبرغ إن إي إف" في تقرير في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن ناقلات الغاز الطبيعي المسال قد تنجر إلى حرب أسعار للحصول على ممرات عبر قناة بنما اعتباراً من الشهر المقبل. وبحلول ديسمبر، سيتم إعطاء الأولوية لسفن الحاويات على سفن الغاز الطبيعي المسال عند الحجز لعبور القناة، حسبما قال شي من شركة "ريستاد".
في الوقت نفسه، تفضل شركات شحن الغاز الطبيعي المسال استخدام رأس الرجاء الصالح أكثر من أي طريق آخر، حسبما تظهر بيانات "بلومبرغ إن إي إف". وسيظل الأمر كذلك حتى ترتفع الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا بما يكفي لتبرير تكلفة دفع ملايين الدولارات لتجاوز طابور السفن المنتظرة- بالإضافة إلى رسوم عبور القناة المعتادة.