بلومبرغ
يغادر مندوبو الدول النامية الصين هذا الأسبوع حاملين وعوداً كبيرة بتقديم المساعدة لمشروعات الطاقة الخضراء، على الرغم من وجود عدد قليل من النتائج الملموسة حتى الآن.
أجمع مندوبو مختلف الدول على رسالة واحدة خلال فعاليات منتدى الحزام والطريق في بكين، ومفادها أن "تغير المناخ يدمّر دولهم، والصين في وضع فريد يسمح لها بالمساعدة باعتبارها أكبر منتج لكل شيء في العالم، من الألواح الشمسية إلى البطاريات".
بدوره، تعهد الرئيس شي جين بينغ بتنفيذ معايير الاستثمار الأخضر في مبادرته البارزة لتمويل التنمية، التي تدخل الآن عامها الحادي عشر رسمياً. وقال نائب الرئيس هان تشنغ إن الصين ستعزز التمويل المخصص للتنمية الصديقة للبيئة، كما ستشجع الشركات على تنفيذ مزيد من المشروعات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة في الدول الشريكة.
اتفاقيات في قطاعات متعددة
قال شي، يوم الأربعاء، إن المندوبين وقعوا على اتفاقياتٍ بقيمة 97.2 مليار دولار في عدد من القطاعات بما في ذلك الطاقة المتجددة، لكن لا توجد معلومات معلنة كافية حول طبيعة تلك الاتفاقيات، أو مقدار المبلغ الذي جرى تخصيصه لكل قطاع.
قال رافايلو بانتوتشي، وهو زميل بارز في كلية "إس. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة (S. Rajaratnam School – RSIS): "لا يدور النقاش عادة حول مشروعات محددة، يبدو الأمر وكأنه احتفال واسع النطاق بينما لا يوجد شيء ملموس".
حتى وقت قريب، كانت استثمارات الصين في الخارج تتسم بالإنفاق الثقيل على البنية الأساسية الرئيسية، بما في ذلك الوقود الأحفوري. ومن بين 235 مليار دولار جرى الالتزام بها لمشروعات الطاقة بين عامي 2008 و2021، تم تخصيص ثلثيها للبنية التحتية للوقود الأحفوري ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وفقاً لبيانات مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن.
دعم الحكومات الأجنبية للصين
حظي مشروع الحزام والطريق الأكثر مراعاة للبيئة بدعم الحكومات الأجنبية، وخاصة الدول الغربية، التي انتقدت برامج الإقراض الصينية. وحضر عدد أقل من الزعماء الأجانب هذا الأسبوع مقارنة بالقمتين السابقتين، وقالت إيطاليا، العضو الوحيد في مجموعة السبع، إنها ستنسحب هذا العام.
وقال كريستوف نيدوبيل وانغ، مدير معهد "غريفيث" في آسيا، إن التركيز على الاستدامة "كان قراراً استراتيجياً للغاية باعتباره وسيلة لمد الجسور في بعض النواحي".
تبدو الحاجة لذلك ملحة أيضاً بعدما فشل تحالف الدول الغربية الغنية بقيادة الأمم المتحدة حتى الآن في الوفاء بوعوده حول إطلاق صندوق بقيمة 100 مليار دولار سنوياً لدعم مبادرات المناخ في الدول النامية. قال نيدوبيل وانغ: "ما تزال مشروعات عديدة من مبادرة الحزام والطريق لا تطبق معايير بيئية أو اجتماعية صارمة، على حساب التنمية المستدامة المحلية".
اتفاقيات لتعزيز الطاقة المتجددة
من بين الإعلانات القليلة عن الاتفاقيات الجديدة التي تم التوصل إليها حتى يوم الأربعاء؛ وقعت الصين اتفاقية تجارة حرة مع صربيا خلال المنتدى، إذ وافقت الدولة الواقعة في شرق أوروبا على الخفض التدريجي للتعريفات الجمركية على الألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم الصينية إلى الصفر.
استكشف المصنعون الصينيون بالفعل المواقع الخارجية لمصانع التكنولوجيا النظيفة. وخلال المنتدى، وقعت شركتا "ترينا سولار" (Trina Solar) و"تي سي إل تشونغهوان" (TCL Zhonghuan) اتفاقيات لإنشاء مواقع تصنيع جديدة في الشرق الأوسط.
الصين تقتنص الفرصة
قالت داميلولا أوغونبي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الطاقة المستدامة في كلمة وجهتها للجميع، إن الشركات الصينية يمكن أن تستفيد من الطلب المتزايد على معدات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وخاصة في الأماكن التي ما تزال فيها الحكومات تعمل على توصيل الكهرباء بشكل مستمر للجميع.
وإذا بنى مصنعو الطاقة المتجددة في الصين مصانع في تلك البلدان؛ فسوف يؤدي ذلك إلى تنويع سلسلة التوريد وتحقيق فوائد اقتصادية في البلدان المضيفة.
واختتمت: "لا يمكن لأحد أن يهرب من السعي للوصول إلى انبعاثات صفرية الآن، والصين ترى في ذلك فرصة اقتصادية".