بلومبرغ
حتى لو أنهت روسيا حربها في أوكرانيا، وحدث تغيير للنظام في موسكو، لن تستعاد العلاقات التجارية بين أوروبا وأكبر مُورد طاقة سابقاً لها، بحسب مسؤولين، ألماني وبريطاني.
فيما قال ميغل برغر، سفير ألمانيا في المملكة المتحدة، في "منتدى استخبارات الطاقة" (Energy Intelligence Forum) المنعقد في لندن، اليوم الأربعاء: "هذه العلاقة انتهت"، أكد وزير أمن الطاقة والحياد المناخي البريطاني، غراهام ستيوارت: "لن تعود تلك العلاقة".
قلصت أوروبا اعتمادها على الطاقة الروسية منذ غزو أوكرانيا، وفرضت المنطقة حظراً على استيراد الفحم والنفط من جارتها الشرقية في العام الماضي، وانخفضت إمدادات الغاز الطبيعي أيضاً بشكل كبير، بعدما أوقفت روسيا خط أنابيب "نورد ستريم" في البداية، قبل تخريبه بتفجيرات وقعت تحت الماء.
في الفترة الحالية تسهم روسيا بأقل من 10% من إمدادات الطاقة في المنطقة، مقارنة بأكثر من الثلث قبل الحرب.
أزمة الطاقة تدفع شركات صناعية متضررة إلى تجارة الغاز المسال
بالنسبة للمملكة المتحدة، فهذا ليس بتغيير كبير؛ إذ اعتادت روسيا تزويدها بـ4% فقط من الغاز، و9% من النفط في 2021، وفقاً لتقرير برلماني. أما ألمانيا، فقد مثلت أزمة كبيرة، إذ حرمت البلد من نصف إمدادات الغاز تقريباً.
زيادة مشتريات أوروبا من الغاز المسال الروسي
قال برغر: "الوضع في غاية الصعوبة. ستظل أسعار الغاز مرتفعة أعلى مما كانت عليه قبل الحرب ما يمثل ضغطاً مستمراً على ألمانيا وقطاعها الصناعي".
توقفت واردات الغاز المنقول عبر الأنابيب من روسيا تقريباً، لكن إمدادات الغاز الطبيعي المسال ارتفعت منذ الغزو، وكانت إسبانيا، وفرنسا، وبلجيكا، من الدول التي زادت مشتريات الوقود شديد البرودة من روسيا، فيما حظرته المملكة المتحدة، وتجنبته ألمانيا دون حظر رسمي.
قطر و"شل" تتفقان على تزويد هولندا بالغاز الطبيعي لـ27 عاماً
ستتخلى دول أوروبا تدريجياً عن تلك الإمدادات أيضاً، فيما تواصل القارة جهودها الرامية إلى تنويع مصادر توريد الغاز، بحسب برغر.
يعد التسرب الذي حدث في الآونة الأخيرة بخط أنابيب للغاز في بحر البلطيق، والمشتبه في تخريبه، تذكيراً بالمخاطر التي تتهدد إمدادات الطاقة في أوروبا. وقال ستيوارت إن المملكة المتحدة تبقي تركيزها على تأمين والتعاون مع بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) لحمايتها.