مصافٍ هندية تتهافت على شراء النفط الروسي رغم ارتفاع سعره

طلب "الأورال" من المصافي الهندية متواصل لانخفاض سعره مقارنة بخامات الشرق الأوسط المماثلة

time reading iconدقائق القراءة - 14
سائق يقف على شاحنة بالقرب من مصفاة لتكرير النفط، تديرها شركة بهارات بتروليوم، في مومباي، الهند - المصدر: بلومبرغ
سائق يقف على شاحنة بالقرب من مصفاة لتكرير النفط، تديرها شركة بهارات بتروليوم، في مومباي، الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يواصل المشترون من الهند، وهم المستهلكون الرئيسيون لخام الأورال الرخيص منذ غزو أوكرانيا، اقتناص النفط من موسكو حتى مع تضاؤل ​​خصمه على المؤشرات العالمية، إذ يرون أن النفط الروسي ما زال من بين خياراتهم الأقل تكلفة.

ارتفع استهلاك الهند من الخام الروسي منذ العام الماضي، إذ أصبحت مورداً رئيسياً للنفط، متفوقةً على السعودية والعراق. وكان ذلك مدفوعاً بشكل كبير بالسعر - وجهود رئيس الوزراء ناريندرا مودي للسيطرة على تضخم تكلفة الطاقة- لكن هذه الظروف آخذة في التغير، فبعد أن بلغت الفجوة بين النفط الروسي وخام دبي القياسي نحو 20 دولاراً على أساس التسليم في وقت سابق من العام؛ هبط الخصم المقدم على شحنات الأورال ليقترب من 8 دولارات.

وحدَّدت بيانات التسعير من قبل "أرغوس ميديا" (Argus Media) سعر خام الأورال المُسلَّم إلى الساحل الغربي للهند فوق 81 دولاراً للبرميل في 4 أغسطس، مقارنة بنحو 68 دولاراً في الشهر السابق.

تكلفة أقل

ومع ذلك؛ قال مسؤولون في أربع من المصافي الكبرى في الهند إنهم سيواصلون شراء خام الأورال الروسي الرئيسي، وأشار مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم لخصوصية المعلومات إلى أنه ما يزال أقل تكلفة بكثير مقارنة بنظيره في الشرق الأوسط ذي الجودة المماثلة.

هذا يعني أن الهند تشتري نفط الأورال أكثر مما يتوقع الكثيرون.

قال ساميران تشاكرابورتي، كبير محللي اقتصاد الهند لدى "سيتي غروب": "كان هناك تصوّر بأن الهند لديها قدرة محدودة على تكرير درجة الخام الروسي متوسطة الحموضة، مما سيخلق سقفاً طبيعياً على الواردات الروسية.. ثبت الآن جلياً أن مثل هذا الحد غير موجود. وهذا يعني أن بإمكان المصافي الهندية الاستمرار في استيراد النفطية الروسية طالما أن الخصومات تفوق التكلفة اللوجيستية المرتفعة للواردات".

تغطية مخاطر التوريد

وباستثناء التصعيد الحالي للصراع الذي يعيق عمليات التسليم؛ فمن غير المرجح أن تغيّر العوامل الجيوسياسية الوضع.

تجاهل مسؤولو المصافي إلى حد كبير هجوماً بطائرة مسيرة على ناقلة نفط ترفع العلم الروسي. قال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط لدى شركة أبحاث البيانات "كيبلر" (Kpler)، إن المشترين من جنوب آسيا باتوا أكثر يقظة لمخاطر التوريد، لكنهم على الناحية الأخرى محميون من ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين أيضاً، إذ إنَّ هيكل تجارة النفط في الهند يعني أنَّ تلك الأموال يغطيها بائعو الخام الروسي.

كما لم تتراجع شهية المصافي الهندية جراء تزايد الاضطرابات التجارية والتدقيق، وتخطي خام الأورال الشهر الماضي سقف 60 دولاراً للبرميل الذي وضعته الدول الغربية للحد من إيرادات موسكو، ولن يؤجل ذلك، طالما أنه يمكنهم حجز السفن وتسوية المدفوعات، وفقاً لمسؤولي المصافي.

قالت فاندانا هاري، مؤسسة "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights) في سنغافورة: "بما أنَّ الخام الروسي يتمتع بخصم -مهما كان قدره- مقابل درجات مماثلة على أساس سعر التحميل؛ فسيكون هناك طلب عليه في الهند.. إذا كان سعر الأورال أعلى بقليل من السقف البالغ 60 دولاراً، فهذا لن يفسد الصفقة بالنسبة لمصافي التكرير الهندية طالما أن الوسطاء يمكنهم التعهد للبنوك الهندية -إذا لزم الأمر- بأن سعر التسليم على ظهر السفينة المدفوع للشحنة أقل من السقف".

ويبقى المحفّز البسيط هنا هو السعر، إذ بلغ متوسط سعر تسليم الخام الروسي في الهند -وفق الأرقام الرسمية لشهر يونيو- متضمناً الشحن 68.17 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ غزو موسكو لأوكرانيا. ويقارن ذلك بسعر شحنات السعودية الذي يبلغ 81.78 دولار.

سوق متعطشة

تُتداول عقود النفط الآجلة حالياً بالقرب من أعلى مستوى لها في تسعة أشهر في ظل شح المعروض، خاصة بعد تمديد المملكة العربية السعودية وروسيا قيودهما الطوعية إلى سبتمبر. وقد ترك ذلك أسواق النفط العالمية متعطشة للحصول على المزيد من الخام الطيني متوسط الحمضية والكبريت المماثل لدرجة الأورال، في وقت تبدو فيه سوق آسيا المادية قويةً أيضاً.

علاوة على ذلك، ألمح المسؤولون إلى أن العوائد القوية من إنتاج الوقود من النفط الخام تعوّض زيادة تكاليف الخام أيضاً، إذ تضاعفت هوامش التكرير في آسيا بشكل عام أكثر من ثلاث مرات من أوائل يوليو، وفقاً لـ"بلومبرغ فير فاليو" (Bloomberg Fair Value).

ترى "كيبلر" أن أحجام واردات الخام الروسي -المضمونة- تراجعت عن مستوياتها القياسية المرتفعة في الأشهر القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر. ولكن يرجع ذلك أيضاً إلى التأثيرات الموسمية، وتحديداً الرياح الموسمية، التي ينخفض فيها ​​الطلب عادةً. ومن المتوقع أن يرتد لأعلى بعدها.

أوضح كاتونا:"بالنسبة للصين؛ يفاضل المشترون بين النفط الإيراني والروسي.. لكن بالنسبة لمصافي التكرير الهندية؛ فإنَّ الخام الروسي هو الخيار الأرخص بوضوح.. نتوقع طوفاناً من الشحنات الروسية إلى الهند بدءاً من أكتوبر".

تصنيفات

قصص قد تهمك