الشرق
وقع المغرب مع شركة "شل" عقداً لتوريد 500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في السنة لمدة تصل إلى 12 سنة، بما يمثل نصف الاحتياجات السنوية للمغرب المقدرة بمليار متر مكعب.
بحسب بلاغ صادر عن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، جرى توقيع العقد بين شركة "شل" الدولية للتجارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمدينة مراكش اليوم الجمعة.
يستهدف المغرب رفع إنتاجه من الغاز الطبيعي إلى 400 مليون متر مكعب سنوياً في الأعوام القليلة المقبلة، من 100 مليون متر مكعب حالياً، ما يغطي 40% من الاستهلاك المحلي، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، المغربية ليلى بنعلي لـ"اقتصاد الشرق".
بموجب العقد، الذي لم يتم تحديد قيمته المالية، سيتم توريد الغاز الطبيعي المسال خلال السنوات الأولى من الموانئ الإسبانية وشحنه للمغرب عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، على أن يتم بعد ذلك توريده مباشرة عبر وحدات تحويل الغاز الطبيعي المسال المغربية المستقبلية.
قالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إن "مسلسل إزالة الكربون في عدة قطاعات، من ضمنها قطاع الكهرباء، يستلزم الوصول إلى مختلف أنواع الوقود التنافسية والمنخفضة الكربون مثل الغاز الطبيعي".
اقرأ أيضا: "شل" تتوقع مستقبلاً طويل الأجل للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة
يُقدر الاستهلاك السنوي من الغاز الطبيعي في المغرب بحوالي مليار متر مكعب، يتم الحصول عليه من السوق الدولية من خلال تعاون مع الدول الشريكة، وهي إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
تعزيز أمن الطاقة
توجد قيد التطوير لدى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أكثر من 2 غيغاواط من محطات توليد الطاقة الغازية التي سيستعملها مستقبلاً لاستقبال الغاز الطبيعي المورد من طرف شركة "شل".
قالت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، إن "عقد التوريد متوسط المدى من شأنه أن يعزز الأمن الطاقي لبلادنا ويحسن من التنافسية، إضافة إلى تسريع تنزيل الاستراتيجية الوطنية لإزالة الكربون".
كان المغرب يحصل على حصة مهمة من الغاز الطبيعي من الجزائر عبر خط "الأنبوب المغاربي الأوروبي" لكن بعد نهاية العقد الموقع مع الجزائر في أكتوبر 2021، لجأت البلاد لاستغلال الجزء الواقع في أراضيها من الأنبوب للحصول على الغاز الطبيعي المسال من السوق العالمية عبر إسبانيا.
عقد شراء متوسط الأجل الذي وقعه المغرب مع "شل" هو الأول من نوعه حيث سيمكن من تلبية جزء من الاحتياجات وضمان توريد الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة، بحسب تصريح عبدالرحيم الحافيظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
قال مهدي شنوفي، مسؤول تسويق وتجارة الغاز الطبيعي المسال في "شل"، إن عقد توريد الغاز الطبيعي المسال إلى المملكة المغربية سيساعد في تلبية الطلب على الغاز على اعتبار أنه يوفر مصدراً مرناً وموثوقاً للطاقة وله دور حاسم في تسريع الانتقال الطاقي.