بلومبرغ
سجلت أرباح ناقلات النفط الخام العملاقة ثاني أكبر مكاسب يومية لها في ثلاث سنوات، بعدما قفز عدد الشحنات الوافدة من الشرق الأوسط، التي تُعَدّ أكبر منطقة مصدّرة للنفط.
يأتي رفع الأسعار والشحنات على نحو مفاجئ، لأن كثيراً من الدول المنتجة -بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت- تعهّدت في السابق بخفض الإنتاج. لكن هذا دفعهم إلى المسارعة ببيع البراميل القابعة في المخازن.
وفقاً للأرقام الصادرة عن بورصة البلطيق، قفزت أسعار السفن التي تنقل مليونَي برميل نفط خام من المنطقة إلى الصين بنحو 20 ألف دولار لليوم الواحد خلال الاثنين الماضي، وهذه هي المرة الثانية فقط التي ترتفع فيها الأسعار بهذا الشكل الكبير منذ 2020.
لماذا ارتفعت أسعار نقل النفط؟
إلى جانب التداولات المفاجئة، تلقت أسعار ناقلات الشحنات الإضافية دفعة بفضل عدد من العوامل المساعدة، إذ أدّت الأعاصير الموسمية في الهند إلى إغلاق أكبر ميناء نفطي في البلاد، ما يعني على الأرجح أن السفن لن تعود إلى الخليج العربي كما هو متوقع. في الوقت نفسه أدّى الطلب القوي على التصدير من الولايات المتحدة والبرازيل في الأشهر الأخيرة إلى تقييد عدد الناقلات العملاقة المتاحة لنقل شحنات الشرق الأوسط.
استأجرت شركة "إس كيه إنوفيشن" (SK Innovation) الكورية الجنوبية في وقت سابق من هذا الأسبوع ناقلة الخام الضخمة "ميلودي هوب" (Melody Hope) مؤقتاً، لتنقل شحنات النفط الخام الوافدة من الخليج العربي في أواخر يونيو الجاري، بسعر 71 على المقياس العالمي. فيما تعاقدت شركة "فورموسا بتروكيميكال" (Formosa Petrochemical) التايوانية خلال الأسبوع الماضي على استخدام ناقلة النفط العملاقة "نافا كواسر" (Nave Quasar) لنقل حمولتها من الشرق الأوسط بسعر 46 على المقياس العالمي.
ويُعَدّ المقياس العالمي (Worldscale) أحد المعايير الأساسية لقطاع الشحن، إذ يعكس نسبة مئوية معينة من السعر الثابت الأساسي لمسار محدد على مدار العام.
شحنات كثيرة وناقلات محدودة
محللو شركة "كلاركسونز سيكيوريتيز" (Clarksons Securities) بمن فيهم فرودي موركيدال، كتبوا في تقرير: "وفقاً لوسطاء الناقلات، فإن سبب زيادة الأسعار هو إرسال كثير من شحنات الشرق الأوسط أواخر يونيو، وإتاحة عدد قليل من الناقلات. يتبقى أن نرى إلى أي مدى سيستمر هذا الاتجاه الصعودي، مع الأخذ في الاعتبار الأحجام المنخفضة المتوقعة في يوليو، كما يشير ارتفاع أسعار الشحن إلى محدودية سوق ناقلات النفط العملاقة، ويوضح جزئياً حجم الحمولات المرتقب نقلها من المنطقة".
اعتباراً من يوليو المقبل تعهدت المملكة العربية السعودية بخفض طوعّي للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً. وتجاوز عدد الشحنات المحجوزة هذا الشهر من الشرق الأوسط 150، وهو أعلى رقم يُسجَّل منذ بداية العام، وفقاً لهالفور إليفسن، وسيط الناقلات بشركة "فيرنليز" (Fearnleys) في لندن.
ويجب الإشارة هنا إلى أن الشحنات المتّفَق على إرسالها عبارة عن تعاقدات مؤقتة، ولا تغطّي اتفاقات الشحن بموجب صفقات النقل الأطول أجلاً.