ماذا تحمل عطلة الأسبوع الذهبي في الصين لأسعار النفط؟

السفر الجوي إمّا سيشير لعودة الطلب على النفط لمساره أو سيمثل دليلاً آخر على التأثير الضعيف نسبياً لإعادة فتح الصين

time reading iconدقائق القراءة - 11
ركاب يجرون حقائبهم في مطار بكين العاصمة الدولي في يناير، بكين، الصين. - المصدر: بلومبرغ
ركاب يجرون حقائبهم في مطار بكين العاصمة الدولي في يناير، بكين، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يركز متداولو النفط حول العالم على العلامة الفارقة التالية في التعافي الاقتصادي الصيني، عندما يحمل المسافرون حقائبهم ويتوجهون للمطارات أثناء عطلة الأسبوع الذهبي أوائل مايو.

قبل أن تضرب جائحة كورونا، قضى حوالي 170 مليون مواطن صيني إجازتهم بالخارج في 2019، وهبط هذا الرقم إلى أقل من 9 ملايين العام الماضي خلال ذروة الإغلاقات في الصين. ويَعتبر بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" أن احتمال تزايد السفر الجوي بشكل كبير يرسم صورة لمؤشر استهلاك وقود الطائرات في الصين باعتباره أكبر محرك للطلب العالمي على النفط العام الجاري.

العلامات مبشرة، إذ تبلغ عمليات البحث عن تذاكر للسفر إلى الخارج خلال الأسبوع الذهبي 120% من المستوي المسجل في 2019، حسبما نقلت وسائل إعلام، مستشهدة بتقديرات "تريب دوت كوم" (Trip.com).

في 18 أبريل، كانت الحجوزات الفعلية أكبر 10 مرات من مستوى العام الماضي، وفق ما أفادت صحيفة "سيكيوريتيز دايلي".

تعافٍ شبه كامل

فينغلي شي، مديرة أسواق النفط الصينية في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، تُنوّه بأن "الطلب المحلّي في البر الرئيسي الصيني على وقود الطائرات عاد لمستواه الطبيعي بالكامل تقريباً، فيما تعافى الطلب العالمي على وقود الطائرات إلى ما يقرب من 70% من مستويات ما قبل كورونا"، ونتيجة لذلك، استنتجت شي أن الأسبوع الذهبي قد يسجل تعافياً شبه كامل في إجمالي الاستهلاك الصيني من الوقود.

تراوحت سوق النفط العالمية بين اتجاهين متضاربين العام الجاري، وهما ترنح الاقتصادات المتقدمة على حافة الركود، والآمال بأن إعادة فتح الصين قد ترفع الطلب بحدّة، بعد التراجع الذي شهده الاستهلاك لثلاث سنوات بسبب قيود كورونا التي فرضتها بكين. وانخفضت أسعار النفط الأيام الماضية مع تعثر الاقتصاد الأميركي، واحتمال تبني المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة، وهو ما يزيد من الرياح المعاكسة لأسعار الخام.

في حال قدّم الأسبوع الذهبي دفعة كبيرة للسفر الجوي، فسيشير ذلك إلى عودة الطلب لمساره الصحيح ويدعم بعض وجهات النظر التي تراهن على صعود الأسعار، أما إذا كان عدد المسافرين قليلاً، فسيكون ذلك بمثابة دليل آخر على التأثير الضعيف نسبياً لإعادة فتح الصين، ما سيخيّب آمال أسواق السلع التي تتوق إلى عودة الحياة لطبيعتها في أكبر مشتر لها.

أحدث البيانات الاقتصادية تبشر بحدوث انتعاش في ظل ارتفاع مبيعات التجزئة في مارس إذ أنفقت الأسر بسخاء على الخدمات، ويُرجّح أن يحرر الأسبوع الذهبي المزيد من الطلب المكبوت على السياحة. في حين أظهرت الرحلات الداخلية انتعاشاً قوياً، تخلّفت عنها الرحلات الدولية بسبب قلّة عدد الطائرات، والأسعار الباهظة للتذاكر، والقيود المتبقية على السفر الدولي.

استهلاك "جيد بما يكفي وليس رائعاً"

يُقدّر اتحاد النقل الجوي الصيني أن يعادل العدد الإجمالي لرحلات الركاب في البر الرئيسي مستويات ما قبل كورونا إلى حدّ كبير في الربع الثاني من العام. لكن عدد الرحلات الدولية سيبقى أقل من نصف ما كان عليه، وسيشكل حوالي 30% من استهلاك وقود الطائرات في البلاد، وفق "بلومبرع إن إي إف".

فيكاس دويفيدي، الخبير الاستراتيجي في شركة "ماكواري غروب" (Macquarie Group)، يقول إن وقود الطائرات سيكون أكبر عنصر في انتعاش الطلب في الصين العام الجاري لأنه "كان المكوّن المتخلف عن الركب ولم يلحق به"، مع ذلك، حذر من أن الاستهلاك الصيني قد ينتهي به الأمر بأن يكون "جيداً بما يكفي لكن ليس رائعاً".

تُقدّر ماكواري أن الطلب على وقود الطائرات الصيني سيرتفع بمقدار 430 ألف برميل يومياً العام الجاري مقارنةً بالماضي، بما يناهز نصف الزيادة البالغة 900 ألف برميل المتوقعة للطلب الصيني على النفط ككل مع إعادة فتحها لسوقها الضخمة، ويمثل أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على وقود الطائرات البالغ 1.2 مليون برميل، وفق توقعات وكالة الطاقة الدولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك