بلومبرغ
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الأربعاء، وسط مخاوف بشأن تعافي الطلب غير المتكافئ، وتباطؤ النمو الاقتصادي، واحتمال الاستمرار في التشديد النقدي، وهو ما عوّض الآثار الناتجة عن ظهور بوادر تقلّص مخزونات الخام الأميركية.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط عن مستوى 80 دولاراً للبرميل بعد أن أغلق على تغيّر طفيف يوم الثلاثاء. وكان الانتعاش في استهلاك الوقود متفاوتاً، إذ تعاني آسيا، التي لديها إمدادات نفطية جيدة، من تدفق النفط الروسي. وتدرس مصافي التكرير في المنطقة تخفيض التشغيل مع تراجع أرباح تحويل النفط الخام إلى منتجات مثل الديزل، في حين تراجعت الفوارق الزمنية لخام دبي.
وقال إد بيل، كبير مديري اقتصاديات السوق في بنك الإمارات دبي الوطني: "القلق المتزايد من أنَّ الاستمرار في رفع أسعار الفائدة في أميركا قد يدفع الاقتصادات إلى الركود، ويؤدي إلى تباطؤ النمو، يتجاوز التركيز على المعروض الناتج عن تخفيضات (أوبك)".
انتعش النفط الخام بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته منذ 15 شهراً في منتصف شهر مارس بعد الاضطرابات في القطاع المصرفي. دعم إعلان مفاجئ من جانب "أوبك+" بشأن تخفيضات الإنتاج ووقف التدفقات العراقية بعض المكاسب. كما أنَّه وبعد ارتفاع مخزونات النفط العام الماضي، قد تدفع مجموعة الدول المنتجة المستهلكين إلى سحب البترول من الاحتياطي، مما قد يدعم الأسعار حتى وسط نمو الطلب المؤقت.
من جانب آخر، أفاد معهد البترول الأميركي أنَّ مخزونات الخام في مركز التخزين في كوشينغ بأوكلاهوما، انخفضت مرة أخرى الأسبوع الماضي، وفق أشخاص مطلعين على البيانات. إذا جرى تأكيد الأرقام الحكومية في وقت لاحق يوم الأربعاء؛ فسيكون ذلك أطول سلسلة من التراجع في أكثر من عام.
ومن المقرر أن يصدر مسح اقتصادي مراقب عن كثب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من يوم الأربعاء، الذي سيوفر مزيداً من المعلومات حول صحة الاقتصاد الأميركي إلى جانب مسار السياسة النقدية.
قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في شركة "أي إن جي غريوب" (ING Groep NV) في سنغافورة: "ما تزال هناك على ما يبدو بعض المخاوف بشأن توقُّعات الطلب الأوسع ونقص هوامش المصافي، وذلك لن يؤدي إلا إلى زيادة هذه المخاوف".