بلومبرغ
أصبحت سوق النفط في الشرق الأوسط على مدار أشهر من بين الأسواق التي تشهد منافسة كبيرة على إمداداتها في العالم، حيث يدعم المصدّرون الإقليميون تعافي الطلب في آسيا.
أدى إعلان بعض الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" بشكل مفاجئ عن إجراء تخفيضات للإنتاج إلى أن تكون سوق النفط في المنطقة أكثر قوة.
قفز خام دبي المعياري - المعيار القياسي لدرجات الشرق الأوسط - بعد قرار خفض الإنتاج بقيادة السعودية.
قفز فارق سعر العقود الآجلة بين عقدين متتاليين أكثر نشاطاً بالنسبة لمبادلات دبي إلى أكثر من دولار للبرميل في اتجاه انعكاس منحنى السعر، وهو ما يطلق عليه "باكوارديشن"، ويعني ارتفاع سعر العقد الأقرب عن العقد الذي يليه في العقود المستقبلية، وذلك بحسب بيانات شركة "بي في إم"، ليتفوق خام دبي على منحنى خام برنت.
في حين أنَّ تخفيضات تحالف "أوبك+" للإنتاج ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل؛ فإنَّ ارتفاع خام دبي المعياري يعكس التوقُّعات بأنَّ التخفيضات ستعزز السوق القوية بالفعل من تدفق الإمدادات بالشرق الأوسط.
هل يقفز خفض "أوبك+" المفاجئ بسعر برميل النفط إلى 100دولار؟
تعهدت المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة والكويت بخفض الإنتاج بواقع 980 ألف برميل يومياً إجمالاً، ويتميز النفط لدى تلك الدول بأنَّه الخام الأثقل، ويحتوي على كميات كبيرة من الكبريت، وهو الجزء الأكبر من إنتاجها.
الرهان على صعود خام دبي
من المرجح أن يؤدي ذلك إلى رفع قيمة الفارق النسبي لخام دبي - الذي يعد مؤشراً لأسواق النفط في الشرق الأوسط بالإضافة إلى أنواع النفط متوسطة الكبريت- مقابل المؤشرات العالمية مثل برنت إلى أبعد من ذلك، مما يمثل صفعة لتدفق الشحنات التي تقطع مسافات طويلة من حوض الأطلسي والأميركتين إلى آسيا.
حتى قبل الإعلان عن تخفيضات "أوبك+"؛ كان المتعاملون بالفعل يراهنون على صعود خام دبي مقابل أنواع النفط الأخرى، إذ إنَّ الطلب الصيني القوي يستهلك إمدادات النفط المتدفقة من المنطقة، كما يؤثر ضعف الاستهلاك في أوروبا سلباً على خام برنت.
خفض إنتاج "أوبك+" يحيي مخاوف المستثمرين من التضخم وتباطؤ النمو
قال محللون لدى "أر بي سي"، من بينهم مايك تران وهيليما كروفت، في تقرير :" في ضوء أنَّ الجزء الأكبر من تخفيضات الإنتاج مصدره دول متوسطة وكبيرة في الشرق الأوسط، فلن نُفَاجأ برؤية خام دبي يتداول بعلاوة مقابل خام برنت في الأشهر المقبلة، لا سيما أنَّ الصين تتطلع إلى زيادة الواردات".