بلومبرغ
بمجرد أن وضع المستثمرون الأزمة المصرفية خلفهم، أعاد خفض "أوبك+" للإنتاج بشكل غير متوقع إشعال المخاوف بشأن ضغوط تكاليف أكثر استمرارية على المستهلكين، والمخاطر التي قد تؤخر نهاية دورات رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة.
في يوم الاثنين، قال خبراء استراتيجيون إن من المرجح هبوط الأسهم، إذ إنّ ارتفاع أسعار النفط بسبب خفض الإنتاج سيكبح النمو. مع ذلك، أشاروا إلى أنه قد يكون من الصعب على السوق تقدير زيادة إضافية لأسعار الفائدة من قبل "الاحتياطي الفيدرالي".
إليك الآراء الأولية لبعض الاستراتيجيين والمحللين:
صدمة مفاجئة
قال رونالد تمبل، كبير محللي السوق في شركة "لازارد ليمتد" في نيويورك: "خفض إنتاج (أوبك+) هو تذكير آخر بأن جنّي التضخم لم يعُد إلى الزجاجة بعد". تزيد هذه الخطوة إلى جانب زيادة الطلب على الطاقة من الصين خطر استمرار التضخم. من المحتمل أيضاً أن تحدّ من مساحة الحركة التي بحوزة البنوك المركزية لتخفيف السياسة النقدية حتى لو تباطأ الاقتصاد.
وأضاف: "بالنسبة إلى المستثمرين في الأسهم، قد تكون هذه بمثابة صدمة مفاجئة، إذ تعيش الأسواق ما يشبه النمو الضعيف الثابت أو الـ(Goldilocks)، الذي ينخفض فيه الزخم الاقتصادي، ولكن ليس للدرجة التي تدفع مخاوف الركود إلى الظهور. كانت أسواق السندات أكثر حذراً في تقييم مخاطر الركود، لكنها ربما كانت متفائلة للغاية في ما يتعلق باستجابة البنك المركزي المحتملة لضعف النمو. يُعقّد قرار اليوم التوقعات بالنسبة إلى المستثمرين في جميع المجالات".
معضلة "الاحتياطي الفيدرالي"
قال هيديهيرو جوك، المحلل الاستراتيجي في "ميزوهو سيكيوريتيز" (Mizuho Securities) في طوكيو: "نظراً إلى أنه من المرجح أن يظل التضخم هو المحرك الأكبر لسياسة (الاحتياطي الفيدرالي) النقدية، فمن غير المرجح أن تتوقع السوق تحولاً مبكراً إلى أسعار فائدة منخفضة أو وتيرة أسرع لخفضها... مع ذلك، من غير المتوقع أن يعزز تقرير خفض إنتاج (أوبك+) وحده التوقعات برفع أسعار الفائدة لفترات طويلة، كما كانت الحال قبل الاضطرابات المالية الأخيرة. لذلك، سيكون من الصعب على السوق أن تتوقع بجرأة زيادة إضافية لأسعار الفائدة من قِبل (الاحتياطي الفيدرالي)".
تباطؤ النمو
قال توني سيكامور، المحلل في "آي جي أستراليا" (IG Australia): "ستُتداول الأسهم على انخفاض اليوم... في ظل الآثار السلبية للأزمة المصرفية التي من المتوقع أن تؤدي إلى تشديد الائتمان وتباطؤ النمو، فإن ارتفاع أسعار الطاقة سيؤثر أيضاً في النمو، ومن المرجح أن يبدد بعض القوة من انتعاش أسواق الأسهم في الأسابيع الماضية".
مرجحو صعود النفط
قال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في "سي إي بي إيه جي" (SEB AG)، إن تخفيضات الإنتاج تعتبر عامل تفاؤل للنفط و"ستساعد على إعادة سعر خام (برنت) على نحو أسرع إلى 100 دولار للبرميل مع انتعاش الطلب العالمي على وقود الطائرات... من السهل خفض الإنتاج عندما تكون هناك مخاطر محدودة لفقدان حصة السوق لصالح النفط الصخري الأميركي مع تباطؤ النمو... النتيجة الطبيعية لتلاشي نمو النفط الصخري الأميركي هي مزيد من القوة السوقية لــ(وبك+) وارتفاع أسعار النفط".