عقوبات ضخمة مرتقبة على الديزل ترعب الأسواق العالمية

الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وحلفاؤها يسعون إلى فرض سقف لأسعار الصادرات الروسية مطلع فبراير المقبل

time reading iconدقائق القراءة - 6
ورقة معلقة على مضخة وقود الديزل في محطة وقود بلندن وكُتب عليها \"آسف، غير صالحة للاستخدام\" - المصدر: بلومبرغ
ورقة معلقة على مضخة وقود الديزل في محطة وقود بلندن وكُتب عليها "آسف، غير صالحة للاستخدام" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يستعد قطاع عريض من سوق الديزل العالمية، الذي يعد الوقود الرئيسي للاقتصاد العالمي، لمواجهة عقوبات صارمة بعد عدة أسابيع فقط.

اعتباراً من 5 فبراير، سيحاول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وحلفاؤها فرض سقف لأسعار صادرات الوقود الروسية، وهي أحدث عقوبات تواجهها روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا. يأتي ذلك تزامناً مع فرض الاتحاد الأوروبي لحظر على كافة واردات المنتجات النفطية الروسية تقريباً.

وكالة الطاقة الدولية: لابد من تراجع الطلب على الديزل لتهدئة الأسعار

اتُخذت إجراءات مماثلة تجاه شحنات الخام الروسية، لكن سقف الأسعار والحظر على النفط المكرر، تحديداً وقود الديزل، أثار قلق بعض مراقبي أسواق النفط بشأن ارتفاع الأسعار المحتمل.

قبل حربها على أوكرانيا، كانت روسيا أكبر مورد خارجي للوقود بالنسبة لأوروبا، واستمرت القارة في شراء كميات كبيرة قبل سريان الحظر. نتيجة لذلك، فإن العقوبات ستتسبب على الأرجح في إعادة توجيه تدفقات الديزل العالمية بشكل كبير، مدعومة بمشتري النفط الجدد في روسيا والذين يرسلون الوقود إلى أوروبا من جديد. ثمة مخاطر لارتفاع الأسعار على المدى القريب.

خسارة البراميل الروسية كبيرة

قال كيشاف لوهيا، مؤسس شركة الاستشارات "أويليتكس" (Oilytics)، إن خسارة البراميل الروسية كبيرة، واستبدالها يمثل تحدياً لوجستياً كبيراً، مضيفاً "لكن السوق تأخذ في الحسبان حالة قلق أقل، حيث أثبتت الأسواق والتدفقات التجارية مرونتها، وستكون هذه الخطوة بمثابة إعادة توجيه جديدة للديزل".

روسيا تسعى للحد من تخفيض سعر نفطها وفق مبادئ السوق

الاتحاد الأوروبي سيضطر لاستبدال حوالي 600 ألف برميل يومياً من واردات الديزل، فيما ستحتاج روسيا إلى إيجاد مشترين جدد لتلك الإمدادات، أو تخزين الوقود على متن السفن أو خفض إنتاج مصافي النفط لديها.

زادت الشحنات القادمة من الولايات المتحدة والهند إلى الاتحاد الأوروبي بالفعل، إذ يرتفع معدل إنتاجها عن استهلاكها، الأمر الذي يسمح لها بتصدير الفائض. يُتوقع أيضاً أن ترسل الصين مزيداً من الوقود للأسواق القريبة، ما يحرك الشحنات بشكل غير مباشر من الموردين الآخرين تجاه أوروبا.

كتب محللو "برنشتاين" (Bernstein)، بمن فيهم أوزوالد كلينت، في مذكرة للعملاء: "تدفقات المنتجات النفطية ستزداد من مناطق الشراء المكثف، مع بدء سريان عقوبات أوروبا على المنتجات الروسية في 5 فبراير، الأمر الذي نرى أنه يفاقم الوضع الحرج لوقود الديزل".

أصبح دور الهند في الإمدادات إلى أوروبا ملحوظاً نظراً لتحولها إلى أحد أكبر مشتري الخام الروسي منخفض السعر منذ اندلاع الحرب.

مشتريات الهند من النفط الروسي قفزت 33 مرة في ديسمبر

تشهد تدفقات الديزل الهندي زيادة كبيرة والتي من شأنها أن تضمن تماماً شراء الخام الروسي ثم تكريره إلى ديزل في الهند قبل إعادة بيعه إلى أوروبا.

ممارسات غامضة للوقود الروسي

لن تنتهك هذه التجارة قواعد الاتحاد الأوروبي، لكنها تسلط الضوء على عدم كفاءة العقوبات بشكل مستمر. ستُنقل منتجات الهيدروكربون لآلاف الأميال عن مساراتها المعتادة بشكل رئيسي، ثم تعود إلى أوروبا مرة أخرى.

يحتمل أيضاً حدوث ممارسات أكثر غموضاً، مثل إعادة توثيق الشحنات أو إرسال الوقود إلى مراكز تخزين المنتجات المكررة في مناطق أخرى لمزجها مع المنتجات غير الروسية.

مخزونات الديزل في أوروبا تتجه لأدنى مستوى منذ 2011 في الشتاء

حتى الآن تم تجنب أسوأ التنبؤات التي تفيد بندرة النفط في الشتاء الجاري. تراجع الديزل، الذي كان قبل أشهر محور قوة لسوق النفط، بفضل الطقس الدافئ غير المعتاد وتدفقه إلى أوروبا.

تراجعت أسعار النفط الخام بعد أن بدا أن العقوبات المفروضة على روسيا أعادت توجيه مسار الصادرات بدلاً من خفضها.

يأتي التجار في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وربما آسيا ضمن المشترين الجُدُد، أو الأكبر، في موسكو. في غضون ذلك، من المحتمل أن تتجه أوروبا إلى الشرق الأوسط، حيث تكثف مصافي التكرير الجديدة العملاقة عملياتها.

مع ذلك، قالت شركة الاستشارات "إنرجي أسبكتس" (.Energy Aspects Ltd) هذا الأسبوع إن روسيا لن يتسنى لها العثور على دولة تستقبل حوالي ثُلث صادراتها من الديزل، بينما ستظل البقية داخل البلاد.

في منتدى الطاقة العالمي بالإمارات والذي نظمته "غلف إنتليجنس" (Gulf Intelligence) ومقرها في دبي عبر الإنترنت، قالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط لدى "إنرجي أسبكتس"، إن حظر المنتجات هو الأمر الصعب لأن روسيا تعاني بالفعل من إيجاد مكان آخر غير أوروبا لإرسال الديزل إليه.

اضطرابات مصافي التكرير الأوروبية

يأتي هذا في سياق صناعة التكرير الأوروبية التي تستعد لجولة موسمية من أعمال الصيانة، بجانب مواجهتها اضطرابات.

يمكن أن يؤدي التهديد بتنظيم إضرابات جديدة في فرنسا إلى إغلاق بعض شركات صناعة الوقود في البلاد بعد يوم من بدء سريان العقوبات على روسيا.

الصين تعزز مشترياتها من درجات النفط الروسي الأقل شيوعاً

ستضطر مصفاتان لتكرير النفط في شرق ألمانيا إلى إنتاج كميات وقود أقل من المعتاد بسبب توقف تدفقات الخام الروسي التي كانت تُنقل إليهما سابقاً عبر خطوط الأنابيب.

من وراء كواليس كل هذه التطورات، تترقب مجموعة من المشكلات اللوجستية والتقنية أي لحظة للاندلاع.

أسواق التأمين ضد الحرب على السفن المتجهة إلى روسيا ما تزال تواجه أزمة بعد أن سحبت شركات إعادة التأمين الرئيسية بعضاً من تغطيتها، فيما ارتفعت تكاليف ناقلات النفط بالفعل مرة واحدة في الفترة السابقة لتنفيذ العقوبات على النفط الخام.

ليس هناك حالياً سوى دلائل عاجلة بسيطة تبعث على الذعر في أسواق النفط. ويظل السؤال الرئيسي في الأسابيع المقبلة يتعلق بما إذا كان يمكن رفع الأحمال بشكل يكفي لتحويل تدفقات الديزل في العالم.

قال يوجين ليندل رئيس قسم المنتجات النفطية المكررة لدى شركة استشارات صناعة التكرير "إف جي إي" (FGE): "السوق ستوجد دائماً حلاً لهذا الوضع. فالأمر يتعلق فقط بما هو مقدار الألم الذي ستتكبده؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك