الشرق
انطلق اجتماع التحالف، اليوم الأحد، لمراجعة مستويات إنتاج النفط لعام 2023، على وقع عدم اليقين الذي يسود السوق العالمية، الناجم عن الغموض بشأن الطلب الصيني والعرض الروسي.
وفي حين يُبقي التحالف، المكوّن من 23 دولة، في الاعتبار إمكانية مناقشة تخفيضات إضافية للإنتاج، فمن المتوقع على نطاقٍ واسع أن تتمّ المحافظة، خلال الاجتماع الحالي، على مستويات الإمداد دون تغيير، بينما يستمر الأعضاء بدراسة تأثير الخفض الكبير، بمقدار مليوني برميل يومياً، الذي أُعلن عنه بالاجتماع الأخير في أكتوبر.
قرار عقد الاجتماع عبر الإنترنت، وليس كما كان مقرراً بمقر منظمة أوبك في فيينا، عزّز التوقعات بأن مُنتجي النفط سيحافظون على مستوى الإنتاج الراهن.
دول منظمة "أوبك" قلّصت الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً، بحسب استطلاع رأي لـ"بلومبرغ"، وأتمّت بالتالي نصف الخفض الذي يجري بالتنسيق داخل تحالف "أوبك+" الأوسع.
لكن يتعيّن على التحالف، التعامل بشكلٍ خاص مع الآفاق المتقلّبة لسوق النفط، سواء لناحية العرض أو الطلب، حيث إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على وشك دخول حيز التنفيذ على صادرات الخام من روسيا عضو "أوبك+". وفي الوقت نفسه، تخفف الصين مبدئياً الإجراءات المتعلقة بسياسة "صفر كوفيد" التي أدّت لتراجع الاستهلاك بشكل ملحوظ في أكبر مستورد للنفط في العالم.
توقّعات متباينة
بحسب "بلومبرغ"، واجهت السعودية، الرئيس المشارك مع روسيا لتحالف "أوبك+"، ضغوطاً هائلة من قِبل الولايات المتحدة، عندما تمّ الإعلان عن قرار تخفيض الإنتاج بمقدار مليوني برميل، والذي ثبت أنه ضروري لتحقيق الاستقرار لأسواق النفط في مقابل الطلب المتدهور لاسيما من قِبل الصين.
وتنقسم آراء المحللين حول التوجه المرتقب للتحالف، إذ توقّعت شركة "فاكتس غلوبال إنرجي" (FGE) لاستشارات القطاع أن يقلّص "أوبك+" الإنتاج بمقدار مليوني برميل إضافية يومياً للتصدّي للأسعار المتداعية.
في حين رأت حليمة كروفت، رئيسة وحدة استراتيجيات السلع الأساسية ببنك الاستثمار (آر بي سي كابيتال ماركتس) أن تراجع الأسعار مؤخراً قد يؤدي لخفضٍ في الإنتاج من قِبل التحالف، رغم أن الأرجح اختباره إبقاء مستويات الإنتاج دون تغيير. لكن في حال أوشك خام برنت على الانخفاض دون 80 دولاراً للبرميل، فعلى الأرجح سيخفض "أوبك+" الإنتاج بما يتراوح بين 500 ألف إلى مليون برميل يومياً. لكن إذا تعافت الأسعار، وتوقّفت الإمدادات الروسية جرّاء العقوبات، فقد يبقي التحالف على حصصه الحالية دون تعديل.
بينما يتوقّع فيفيك دار، المحلل بقطاع التعدين وسلع الطاقة في "كومنولث بنك أوف أستراليا"، أن يُبقي "أوبك+" على مستويات الإنتاج دون تغيير.