بلومبرغ
تقترب حكومات الاتحاد الأوروبي من التوصل لصفقة بشأن تحديد سعر 60 دولاراً كسقف لسعر برميل النفط الروسي، في محاولاتها الأخيرة للتوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي يوم الإثنين، وهو الموعد المقرر لتطبيق العقوبات على النفط الروسي، وفق أشخاص مطّلعين على الأمر.
لكنَّ بولندا تواصل الضغط لتشديد حزمة العقوبات قبل التوقيع على صفقة سقف الأسعار وما زالت المحادثات مستمرة، بحسب ما قال الأشخاص. تريد وارسو فرض عقوبات جديدة مرتبطة بخطة تحديد سقف للأسعار.
تدرس الكتلة الأوروبية أيضاً آلية من شأنها السماح بإجراء تقييمات منتظمة ومراجعات محتملة للسعر كل شهرين، وفقاً لمسودة الوثيقة. ثمة آلية أخرى تنص على ضرورة خفض السعر بنسبة 5% على الأقل من متوسط أسعار السوق عند أي إعادة ضبط مستقبلية لسقف سعر النفط.
انخفاض أسعار خام الأورال
ظلت محادثات الاتحاد الأوروبي بشأن مستوى سقف أسعار النفط الروسي عالقة منذ الأسبوع الماضي. كانت بولندا ودول البلطيق تطالب بسعر يفرض ضغوطاً أكثر على عائدات موسكو، بحجة أنَّ المقترحات السابقة كانت سخية للغاية، فيما اتجهت مقترحات اليونان ودول النقل البحري الأخرى نحو فرض سعر أعلى.
سيظل رقم 60 دولاراً أعلى مما تتُداول عنده البراميل الرئيسية في روسيا الآن. انخفضت أسعار خام الأورال الروسي إلى 45.31 دولار للبرميل هذا الأسبوع في ميناء بريمورسك على بحر البلطيق، وفق بيانات "آرغوس ميديا" (Argus Media)، ناشر المعايير الرئيسي للسلع الأساسية، ثم ارتفع إلى 48.04 دولار يوم الأربعاء.
الهدف الكامن وراء فرض سقف لسعر النفط الروسي الذي اقترحته الولايات المتحدة للمرة الأولى وسط مخاوف من أنَّ عقوبات الاتحاد الأوروبي صارمة للغاية، يتمثل في المحافظة على تدفق النفط الروسي لتجنّب ارتفاع الأسعار العالمية مع الحد من عائدات موسكو أيضاً.
أشار نائب وزير الخزانة الأميركي، والي أديمو، يوم الخميس، إلى أنَّ سقفاً قدره 60 دولاراً أميركياً سيكون مقبولاً بالنسبة إلى واشنطن، قائلاً إنَّ هذا السعر يتراوح "ضمن النطاق" الذي ناقشته مجموعة السبع.
أمهلت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، بولندا حتى الساعة الرابعة مساءً في بروكسل لإجراء مشاورات داخلية حول مسودة اتفاق.
أفادت "بلومبرغ" يوم الأربعاء بأنَّه ليس من الواضح ما إذا كانت كل دول الاتحاد الأوروبي ستدعم سقف 60 دولاراً لسعر البرميل، لكنَّ معظمها سيكون داعماً إذا اقترن المستوى بمطالب أخرى تتم تلبيتها. ويشار إلى أنَّ السفراء كانوا يناقشون أحدث المقترحات في اجتماع يوم الخميس.
في المقابل، طالبت بولندا ودول البلطيق بإحراز تقدّم أكثر ثباتاً بشأن حزمة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي. هذه الإجراءات من المتوقَّع إيضاحها خلال الأيام القليلة المقبلة. كما قدّمت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع مقترحات لمعالجة التحايل على العقوبات واستخدام الأصول المجمدة ومحاسبة روسيا على حربها العدوانية ضد أوكرانيا.
هدف الولايات المتحدة
حتى يتحقق هدف الولايات المتحدة المتمثل في استقرار أسعار النفط العالمية، يجب أن يكون مستوى سقف سعر النفط جذاباً بدرجة كافية بالنسبة إلى الكرملين. إذا كان أعلى من سعر السوق؛ يمكن لروسيا القول إنَّ الأمور تسير بشكل اعتيادي.
الخطر بالنسبة إلى أسواق النفط يكمن في أنَّه إذا تم تحديد سقف منخفض للغاية؛ فربما تفي موسكو بتهديدها بوقف الإنتاج، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية. لم يرد الكرملين على المقترحات الأخيرة بالرغم من أنَّه قد ألمح الأسبوع الماضي إلى أنَّه قد يخفف من حدّة موقفه.
تريد كلتا المجموعتين من الدول المعارضة في الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يشتمل سقف سعر النفط على آلية استعراض. لقد سعت اليونان ومالطا وقبرص بشكل منفصل للحصول على ضمانات بأنَّ صناعة الشحن لن تتعرّض للتمييز من جانب المنافسين الدوليين نتيجة تحديد سقف لسعر النفط الروسي.
تهدف مجموعة السبع إلى تحديد سقف لسعر النفط قبل يوم الإثنين، وهو الموعد الذي ستدخل فيه عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط حيز التنفيذ. الجدير بالذكر أنَّ خطة سقف الأسعار ستحظر الشحن والخدمات اللازمة لنقل النفط الروسي، مثل السمسرة والمساعدة المالية والتأمين، ما لم يتم شراء الشحنات دون عتبة السعر المتفق عليه.
ستتوقف معظم دول مجموعة السبع عن استيراد الخام الروسي في نهاية العام الجاري. ومن المقرر فرض قيود مماثلة، بما فيها تحديد سقف للأسعار على المنتجات النفطية الأخرى في فبراير.