الشرق
يقترب لبنان وإسرائيل من التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن ترسيم حدودهما البحرية في منطقة غنية بالغاز بالبحر الأبيض المتوسط، بعد شهور من الجهود الدبلوماسية بوساطة الولايات المتحدة.
يسمح الاتفاق لإسرائيل بالبدء في استخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش" البحري، دون تهديد بشن هجمات من جانب جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي تدعمها إيران، كما سيضمن الاتفاق أن يذهب معظم حقل "قانا" إلى لبنان، بعد سداد رسوم مقابل التنقيب في أجزاء من الأراضي الإسرائيلية، بحسب وكالة بلومبرغ.
إيال حولاتا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمفاوض الرئيسي بشأن الحدود قال في بيان "تمت تلبية جميع مطالبنا وتصحيح التغييرات التي طالبنا بها .. لقد قمنا بحماية المصالح الأمنية لإسرائيل ونحن في طريقنا إلى إبرام اتفاق تاريخي".
من جانبه، قال إلياس بوصعب نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إن الرئيس ميشال عون بدأ مشاورات بشأن الصيغة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن المسودة التي قدمها الوسيط الأميركي آموس هوكستين "تفي بجميع متطلبات لبنان".
أكد بو صعب خلال مؤتمر صحفي في قصر بعبدا اليوم الثلاثاء، على أن "لبنان سيحصل على كامل حقوقه في حقل قانا"، وأن الوسيط الأميركي "توصل إلى تفاهم يرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي".
قالت إسرائيل إن إنتاج الغاز من كاريش في شرق البحر المتوسط سيمكنها من زيادة الصادرات، بما في ذلك إلى أوروبا، التي هي بحاجة ماسة لمزيد من الإمدادات بعد أن خفضت روسيا التدفقات في إطار حربها بأوكرانيا. ارتفعت أسعار الوقود إلى مستويات قياسية هذا العام.
رئاسة الجمهورية اللبنانية قالت في بيان، الرئيس عون تسلم النسخة الرسمية النهائية المعدلة للاقتراح الذي كان تقدم به الوسيط الأميركي للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية.
اعتبرت الرئاسة أن الصيغة النهائية لهذا العرض، مرضية للبنان، لاسيما وأنها تلبي المطالب اللبنانية التي كانت محور نقاش طويل خلال الأشهر الماضية، خاصة وأنها تحافظ على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وتأمل رئاسة الجمهورية أن يتم الإعلان عن الاتفاق حول الترسيم في أقرب وقت ممكن.
سيجري الرئيس اللبناني ميشال عون، المشاورات اللازمة حول هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسميا عن الموقف الوطني الموحد بشأنها وفقاً للبيان.
شركة "إنرجين" ( Energean Plc) المدرجة في لندن، والتي من المقرر أن تعمل في حقل "كاريش" أعلنت خلال مايو الماضي أن تدفقات الغاز قد تبدأ هذا العام.
أصبح الاتفاق هدفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث سافر آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لأمن الطاقة العالمي، إلى لبنان وإسرائيل عدة مرات لإقناع البلدين بالتوصل إلى اتفاق.
تعقدت المحادثات بين الطرفين، بسبب أن لبنان لا يعترف رسمياً بإسرائيل، كما أثار وصول سفينة الإنتاج العائمة كاريش في يونيو غضب العديد من السياسيين اللبنانيين وحزب الله، وبعد بضعة أسابيع، قالت إسرائيل إنها اعترضت ثلاث طائرات مسيرة معادية من لبنان كانت تحلق في اتجاه منصة الحفر.