بلومبرغ
تسبب إضراب عمالي بشأن الأجور في تعليق العمل بأكبر مصفاة نفط في فرنسا، وهي أحدث ضربة لقدرة صناعة الوقود في البلاد من الإضراب الصناعي الذي دام لمدة أسبوع.
قال مسؤول نقابي إنَّ شركة "توتال إنرجيز" اضطرت إلى إغلاق مصفاة نورماندي، وهذه الخطوة تعني أنَّ نحو ثلثي عملية معالجة النفط في البلاد الآن أصبحت إما لا تعمل بالكامل أو متأثرة بشدة بالإضرابات أو الحريق الأخير. قالت شركة "إكسون موبيل"، التي تأثرت مصانعها أيضاً، إنَّها تحد من إمدادات الوقود.
طالع المزيد: حريق في مصفاة نفط تابعة لـ"إكسون موبيل" يرفع أسعار البنزين
أزمة تكلفة المعيشة
هذا النزاع يسلط الضوء على التوترات التي تصاعدت عقب أزمة تكلفة المعيشة التي تمتد إلى ما هو أبعد من حدود فرنسا. تسعى النقابات للحصول على نصيب أكبر من الأرباح التي حققتها شركات النفط نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.
يذكر أنَّ إغلاق مصفاة نورماندي يعني أنَّ أكبر مصفاتين للتكرير في فرنسا، وهما تقعان بالقرب من ميناء لو هافر، ستكونان خارج الخدمة بسبب الإضرابات. أوقفت شركة "إكسون" بالفعل مصفاة غرافينشون المجاورة، بجانب مصفاة تكرير أصغر في الجنوب.
هذا يعني أنَّ شمال فرنسا سيفتقر تقريباً لطاقة التكرير، بالرغم من إمكانية استقبال المنطقة أيضاً للشحنات عبر البحر.
رداً على أسئلة تتعلق فيما إذا كانت ستقيد إمدادات الوقود، قالت "إكسون فرنسا": "نؤكد فرض القيود، لكنَّنا نعمل مع موزعينا المستقلين وبائعي الوقود بالجملة للمساعدة في تلبية طلب المستهلكين على الوقود، فنحن نبذل قصارى جهدنا لتوفير المنتجات من مصادر غير متأثرة".
لقراءة المزيد: اتفاق جزائري فرنسي وشيك لزيادة واردات الغاز بعد زيارة "ماكرون"
تحذيرات للسكان
قال تييري ديفرسن، سكرتير لجنة العمال الأوروبيين في شركة "توتال" والمسؤول في اتحاد النقابات العمالية، إنَّ عملية إغلاق مصفاة نورماندي ستستمر بضعة أيام. كذلك، أوضحت تحذيرات أُطلقت عبر شبكات الإنترنت للسكان المحليين أنَّ مصفاة التكرير ووحدات البتروكيماويات في نورماندي قد توقفت عن العمل.
لم تستجب شركة "توتال" فوراً على رسالة بريد إلكتروني تطلب تعليقاً على وضع مصفاة "نورماندي"، المعروفة أيضاً باسم "غونفريفيل".
طالع أيضاً: ألمانيا تحتفظ بمحطاتها النووية نشطة مع بحث أوروبا عن حلول لأزمة الكهرباء
كلما طالت مدة الإغلاق، زاد الضرر المحتمل الذي يمكن أن تتكبّده فرنسا في وقت تعاني فيه من زيادة أكبر في تكاليف الطاقة. من المقرر أن تعمل المفاعلات النووية في البلاد بشكل أكثر مما كان يُخَطط له سابقاً هذا الشتاء، في ظل خفض روسيا لتدفقات الغاز الموجهة إلى أوروبا بشكل حاد. ولا شك أنَّ كلا التطورين تسببا في ارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء القارة.
يمكن أن يكون للإضراب المطول أيضاً تداعيات على أسعار بيع الوقود بالتجزئة في فرنسا، التي انخفضت بحدة عن ذروتها في بداية هذا العام، لتتبع الانخفاضات في أسعار النفط وأسواق الوقود في أماكن أخرى من العالم.