بلومبرغ
دمر الغزو الروسي سعة طاقة الرياح في أوكرانيا بالكامل تقريباً، وفقاً لتقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة الذي يُسلط الضوء أيضاً على إمكانات الطاقة المتجددة لتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.
في فبراير الماضي، بدأ الصراع في أوكرانيا، واعتباراً من يونيو، كانت 90% من قدرة طاقة الرياح و30% من سعة الطاقة الشمسية في البلاد معطلة، بحسب الدراسة الصادرة عن مركز أبحاث للطاقة المتجددة "أر إي إن 21" (REN21)، و"لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا" (UNECE)، التي تلقي الضوء على أوضاع الطاقة المتجددة في آسيا الوسطى والقوقاز وجنوب شرق وشرق أوروبا، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا وألبانيا وكازاخستان.
من بين 17 دولة في المنطقة، أحرزت أوكرانيا أكبر تقدّم على صعيد الطاقة الشمسية والرياح مؤخراً، إذ أضافت 8.3 غيغاواط في الفترة من 2017 حتى 2021. تمثل القطاعات التي تأثرت سلباً بالغزو الروسي ربع السعة الإجمالية لطاقة الرياح في الكتلة الأوروبية، بالإضافة إلى خُمس طاقتها الشمسية.
نقطة فارقة
لكنَّ التقرير أشار كذلك إلى أنَّ الصراع يمثل نقطة فارقة؛ فعلى الرغم من عرقلة الحرب للنمو على المدى القصير؛ لكنَّها سلطت الضوء على إمكانات إنتاج طاقتي الشمس والرياح محلياً، بهدف تحقيق استقلالية الطاقة.
تعتمد أربع دول وهي بيلاروسيا وأرمينيا ومولدوفا وجورجيا– من بين المجموعة التي تضم 17 دولة- على الواردات في 70% من استهلاكها للطاقة حالياً. بحسب وكالة الطاقة الدولية، تستورد أوكرانيا معظم وقودها الأحفوري بواقع 83% من احتياجاتها النفطية، و50% للفحم، و33% للغاز الطبيعي.
اقرأ المزيد: رئيسة الوزراء: أسعار الغاز المرتفعة قد تؤدي إلى انهيار اقتصاد مولدوفا
قالت رنا أديب، المديرة التنفيذية لمركز "أر إي إن 21" في بيان مرفق مع التقرير: "نمو الطاقة المتجددة بالمنطقة حتى 2021 جاء بالأساس نتيجة السياسات الداعمة وانخفاض تكاليف تقنيات توليدها. لكن حالياً؛ فإنَّ أمن الطاقة يتصدر المشهد بالتأكيد".
استكمال النمو
حققت المنطقة قاعدة نمو يمكن البناء عليها، إذ أضافت 21 غيغاواط من الطاقة المتجددة، بإجمالي 106 غيغاواط خلال الفترة بين 2017 و2021. (بالمقارنة، أضافت أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا قرابة 473 غيغاواطاً من طاقتي الرياح والشمس حتى 2021، وفقاً لـ"بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" - Bloomberg New Energy Finance).
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعزز التحول إلى الطاقة الشمسية لخفض الغاز الروسي
لكنَّ وتيرة الاستثمار ما تزال بطيئة، وبناء طاقة متجددة يمثل جانباً واحداً فقط من التحدي، إذ تشير الدراسة إلى أنَّ المنطقة متأخرة بتحسين كفاءة الطاقة بالمباني، وزيادة خيارات وسائل النقل النظيف، والتي قد تساعد جميعاً في تحقيق الاستقلال بمجال الطاقة. واعتباراً من 2020، تصدرت أوكرانيا دول الكتلة من حيث نسبة مساهمة النقل الكهربائي بنحو 2.5% فقط.
اختتمت أديب: "الغزو الروسي لأوكرانيا -وتأثيره غير المباشر على البلدان المجاورة- يقوّض توليد الطاقة المتجددة على المدى القصير، لكنَّه أيضاً ألقى الضوء من جديد على فائدة التحول السريع نحو الطاقة المتجددة، ويمكن أن تنتج عنه زيادة في مرافق الطاقة المتجددة بالمنطقة".