أزمة الطاقة تدفع ألمانيا إلى توقيع صفقات غاز تستمر لعقود

شركات المرافق وقعت عقوداً مدتها بين 15 إلى 20 عاماً خاصة مع موردين أميركيين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وحدة تخزين الغاز - المصدر: بلومبرغ
وحدة تخزين الغاز - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت أزمة الطاقة سبباً في إجبار ألمانيا على توقيع عقود وقود أحفوري تستمر مدتها لعقود.

حيث وقع مزودو الطاقة، من "يونيبر" (Uniper SE) وحتى "آر دبليو إي" (RWE AG)، اتفاقيات طويلة الأجل مع موردي الغاز الطبيعي المسال، خاصة في الولايات المتحدة، مع توقعات بإبرام مزيد من الصفقات، بينما كانت شركات المرافق تتجنب عقوداً مدتها ما بين 15 إلى 20 عاماً، خوفاً من الالتزام بمصدر طاقة ينبعث منه الكربون والميثان.

قال مايكل سابيل، الرئيس التنفيذي لشركة "فنتشر غلوبال للغاز الطبيعي المسال" (Venture Global LNG)، وهي مورد أميركي وقع اتفاقية لمدة 20 عاماً مع شركة المرافق الألمانية (EnbW AG) بداية هذا العام: "هناك معاملات كثيرة تتماشى معنا ومع أطراف أخرى في مراحل مختلفة، لذا أتوقع إبرام الكثير من العقود".

هذا التحول يسلط الضوء على معضلة الطاقة في أوروبا. فبينما تخفض روسيا إمدادات الغاز المتجهة إلى القارة في خطوة تهدد بدفع المنطقة نحو الركود، فإن الخيار الوحيد الذي يمكن أن يحل محل الغاز الروسي سريعاً هو الوقود الأحفوري الذي يخاطر بقلب المسار المؤدي نحو الحياد الكربوني.

المحطات العائمة وسيلة سريعة

في جميع أنحاء أوروبا، تسرع الحكومات في استخدام محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة التي تستغرق جزءاً ضئيلاً من الوقت لإعدادها مقارنة بإصداراتها البرية.

تستأجر ألمانيا، التي اعتادت الحصول على أكثر من نصف غازها عبر خطوط الأنابيب القادمة من روسيا، الآن خُمس وحدات التخزين العائمة ووحدات تخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله إلى حالته الغازية (FSRUs)، بجانب وحدتين أخريين سيتم تأجيرهما بشكل خاص. ومن المقرر بدء عمل ثلاثة منهم هذا الشتاء.

قال دان برويليت، رئيس شركة "سيمبرا إنفراستركيتشر" (Sempra Infrastructure LLC)، إن شركة "آر دبليو إي" كانت "نشطة للغاية في الحصول على وحدات تخزين الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله لحالته الغازية من أجل ألمانيا ونريد مساعدتها في ملء السعة اللازمة لتلك المرافق".

جدير بالذكر أن "سيمبرا إنفراستركيتشر" هي شركة أميركية وقعت اتفاقية مع شركة المرافق الألمانية لتوريد الغاز الطبيعي المسال في بداية هذا العام.

أكد برويليت، في مؤتمر "غاستيك" (Gastech) بميلانو، هذا الأسبوع، أن هناك اهتماماً "هائلاً" بتطوير علاقات طويلة الأمد مع أوروبا.

مع ذلك، تلتزم ألمانيا بأهدافها المناخية، حيث تريد البلاد أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2045، وتستهدف الحكومة استخدام مصادر متجددة في توليد الطاقة الكهربائية بشكل كلي بحلول عام 2035.

تلوث أقل

بالرغم من أن الغاز الطبيعي يسبب تلوثاً أقل من الفحم، فإنه ما زال أقل سلامة من الناحية البيئية، وحتى وقت قريب، كان يُنظر إليه كحل قصير الأجل فقط.

أولريش شولتس، الشريك في شركة المحاماة "فريشفيلدز بروكهاوز درينغير" (Freshfields Bruckhaus Deringer LLP): قال "الغاز الطبيعي سيكون مطلوباً لفترة من الوقت، ولا يمكن لألمانيا ببساطة استبداله كله بمجرد أن ترغب في ذلك".

قال توم إيرل، كبير المسؤولين التجاريين لدى شركة "فينتشر غلوبال" (Venture Global)، في مؤتمر "غاستيك"، إن ألمانيا حالياً في وضع تحتاج فيه إلى 40 مليون طن إضافي على الأقل من الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح أن أوروبا ستحتاج إلى 200 مليون طن من الإمدادات الإضافية في غضون الأعوام السبعة إلى التسعة المقبلة، والتي لا ينبغي أن تأتي من الولايات المتحدة فقط، بل أيضاً من المراكز العالمية الأخرى لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

تصنيفات

قصص قد تهمك