الشرق
أبلغت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" شركة "إنجي" الفرنسية بخفض شحنات الغاز اعتباراً من يوم الثلاثاء بسبب الخلافات حول بعض العقود، مما يشير إلى مزيد من الضغط في إمدادات الطاقة في أوروبا.
يأتي هذا الإعلان بعد دعوة يوم الإثنين من رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن للشركات إلى خفض استخدام الطاقة أو مواجهة تقنين محتمل هذا الشتاء إذا أوقفت روسيا تسليم الغاز رداً على دعم أوروبا لأوكرانيا. كما أن عدد الانقطاعات في المفاعلات النووية القديمة لمؤسسة كهرباء فرنسا يزيد كثيراً عن المعتاد، مما يؤدي إلى إجهاد سوق الطاقة، وارتفاع أسعار الغاز والكهرباء في أوروبا إلى مستويات قياسية.
تسعى الحكومات في جميع أنحاء القارة جاهدة لخفض اعتمادها على الطاقة الروسية وصياغة خطط لترشيد الوقود. كما أنها (الحكومات) تنفق عشرات المليارات لتوفير حماية جزئية للشركات والأسر من ارتفاع تكاليف الغاز والكهرباء وسط تزايد مخاطر الركود.
"كما أُعلن سابقاً، قامت إنجي بالفعل بتأمين الكميات اللازمة للوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها ومتطلباتها الخاصة، ووضعت العديد من الإجراءات للحد بشكل كبير من أي آثار مالية ومادية مباشرة يمكن أن تنجم عن انقطاع إمدادات الغاز من قبل شركة غازبروم"، وفقاً لما ذكرته الشركة.
أسهم إنجي كانت تتداول على ارتفاع بنسبة 1.2% خلال التعاملات الصباحية في باريس.
أمس، قالت كلير وايزاند نائب الرئيس التنفيذي لشركة إنجي إنه مع ملء أكثر من 90% من مخزون الغاز لديها، يجب أن يكون لدى فرنسا ما يكفي من الوقود للتعامل مع فصل الشتاء الذي من المتوقع أن يكون معتدلاً. وأضافت أن الوضع قد يكون شديداً خلال فترات البرد المحتملة.
تم ملء الاحتياطيات في الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 79.4% اعتباراً من 27 أغسطس مقارنة بالهدف البالغ 80% بحلول 1 نوفمبر، وفقًا لبيانات شركة "غاز انفراستراكشر يوروب إنفنتوري". تخطط "غازبروم" لوقف الإمدادات على خط أنابيب "نورد ستريم" إلى ألمانيا اعتباراً من 31 أغسطس لمدة 3 أيام، للقيام بأعمال الصيانة المخطط لها.
قالت الشركة التي يقع مقرها بالقرب من باريس إن شحنات "غازبروم" إلى" إنجي" انخفضت بالفعل "بشكل كبير" منذ غزو أوكرانيا، إذ بلغ الإمداد الشهري الأخير حوالي 1.5 تيراوات/ ساعة. يقارن ذلك مع إجمالي الإمدادات السنوية للشركة في أوروبا التي تزيد عن 400 تيراوات/ ساعة.
تجري الشركة محادثات مع سوناطراك الجزائرية في إطار استراتيجيتها للتنويع بعيداً عن الإمدادات الروسية. وقالت وايزاند إن تلك العقود الجديدة متوسطة وطويلة الأجل مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لن تبدأ هذا الشتاء.