أسطول سفن نقل الديزل يتجه إلى أوروبا وسط أزمة الطاقة

time reading iconدقائق القراءة - 9
عودة قوارب السحب المرافقة للناقلة \"إس تي أي\" (STI Comandante) إلى الرصيف عقب تسليم الديزل الروسي لمحطة وقود\"بورفليت\" في بلدة \"بورفليت\" الإنجليزية، بتاريخ 5 أبريل 2022 - المصدر: بلومبرغ
عودة قوارب السحب المرافقة للناقلة "إس تي أي" (STI Comandante) إلى الرصيف عقب تسليم الديزل الروسي لمحطة وقود"بورفليت" في بلدة "بورفليت" الإنجليزية، بتاريخ 5 أبريل 2022 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتوجه أسطول من السفن التي تحمل زيت الديزل، أحد أهم أنواع الوقود في العالم، إلى الأسواق الأوروبية التي تواجه تهديدات متعلقة بأمن الطاقة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وزيادة أسعار الغاز والأزمة الروسية.

تشير البيانات الأولية لـ"فورتكسا" (Vortexa) أن 5 سفن، تحمل 3 ملايين برميل تقريباً، تستعد للتوجه من آسيا إلى أوروبا حتى هذا الوقت من أغسطس. وتعتبر هذه الكمية هي الأكبر من حيث متوسط عدد براميل الوقود يومياً على مدى خمسة أشهر. من المقرر كذلك زيادة عدد الشحنات من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

قال تجار إن ارتفاع تدفقات الديزل لأوروبا، وهو الوقود المستخدم في الصناعات والنقل وتوليد الكهرباء، ناتج عن اضطرابات السوق الناجمة عن ارتفاع الأسعار في المراكز الثلاثة، أمستردام وروتردام وأنتويرب، بالنسبة لقارة آسيا. وأضافوا أن الاقتصاد الصيني المتعثر وركود الطلب الموسمي في الهند ساهما في زيادة العرض في آسيا.

تعاني أوروبا من جفاف تاريخي تسبَّب في انخفاض منسوب المياه في نهر الراين. يتعذر حالياً مرور غالبية البوارج عبر الممر المائي الرابط بين خزانات النفط في المركز الثلاثة، أمستردام وروتردام وأنتويرب، لتصل إلى المستهلكين في داخل أوروبا، مما خلق اختناقاً في الإمدادات قد يؤدي إلى انخفاض كميات المخزون التي ستحتاج إلى تجديدها قبل فصل الشتاء.

حذّرت دول مثل السويد وألمانيا من زيادة استهلاك النفط في محاولة لاستبدال الغاز باهظ التكلفة، في حين تشتري المنطقة مزيداً من الفحم من جميع أنحاء العالم. مع ذلك، لم يتضح حتى الآن مدى قوة انتعاش الطلب الأوروبي في نهاية العام نتيجة للتباطؤ الاقتصادي في المنطقة.

الموازنة بين الشرق والغرب

يستغرق زيت الديزل الذي سيتم تحميله من الهند وشمال آسيا في شهر أغسطس نحو شهر حتى يصل إلى أوروبا، إلى أن يبلغ وجهته مع انتهاء فصل الصيف. بعض هذه السفن التي تسير على طريق المتاجرة إلى أوروبا تشمل سفناً كبيرة من الحجم المتوسط التي يمكنها عبور قناة السويس"(Suezmax) وتستطيع حمل نحو مليون برميل من النفط.

قالت سيرينا هوانغ، المحللة الرئيسية لمنطقة آسيا في "فورتيكسا": "ينتهز التجار فرصة اقتصاديات الحجم حتى يجعلوا من المضاربة بين الشرق والغرب مضاربة رابحة عن طريق تحميل شحناتهم على هذه الناقلات الأكبر حجماً".

من المرجح أن يرتفع معدل التحول من الغاز إلى النفط هذا العام، وسط زيادة الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 380 ألف برميل يومياً، على أساس تقديرات تبديل الوقود من قبل الصناعة ومحطات توليد الكهرباء.

قالت الوكالة إنها اندفعت لمراجعة هذه التوقعات بسبب الطلب الإضافي الذي "يتركز بشكل كبير" في الشرق الأوسط وأوروبا. ردَّدت "غولدمان ساكس غروب" نفس رؤية الوكالة المتعلقة بزيادة الطلب.

إضافة إلى ذلك، سيشجِّع خطر حدوث اضطرابات في إمدادات الغاز الروسي ومخاوف أمن الطاقة على تخزين المزيد من الديزل. تضاعف مؤشر أسعار الغاز المعياري في أوروبا ثلاث مرات تقريباً، هذا العام، متجاوزاً ارتفاع أسعار النفط بحوالي 18% خلال نفس الفترة.

في نفس الوقت، تشير التوقعات إلى قيام المصافي الآسيوية بإنتاج 215 ألف برميل يومياً من الديزل، وهو ما يزيد عن طلب المنطقة، في حين تزداد كذلك الإمدادات من الشرق الأوسط، وفقاً للمحلل جيه واي ليم في "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights).

قال المحلل كيفن رايت في "كيبلر"(Kpler) إن طاقة التكرير الجديدة في الشرق الأوسط "ستؤدي إلى تغيير في توازن العرض والطلب على سولار شرق السويس، وبما يعني أن عملية المضاربة الهيكلية تظل مفتوحة في كثير من الأحيان ولفترة أطول". وأضاف أنه من المرجح أن ترتفع تدفقات الديزل من آسيا إلى أوروبا خلال ما تبقى من الربع الثالث من العام.

تصنيفات

قصص قد تهمك