نقص الطاقة العالمي يجعل الغاز باهظاً جداً للمشترين الآسيويين

time reading iconدقائق القراءة - 4
داخل مصنع للغاز الطبيعي المسال - المصدر: بلومبرغ
داخل مصنع للغاز الطبيعي المسال - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

دفع الارتفاع السريع في أسعار الغاز الطبيعي الفورية في آسيا بعض المستوردين إلى وقف خطط شراء شحنات إضافية من الوقود المستخدم في محطات الطاقة.

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في شمال آسيا إلى نحو 40 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر، وسط مخاوف من ضغوط الإمدادات العالمية، وذلك وفقاً لمتداولين على دراية بالموضوع. إذ ارتفع المؤشر القياسي بنسبة 70% تقريباً حتى الآن هذا الأسبوع، وهو عند أعلى مستوى موسمي.

اقرأ أيضاً: التضحية لا مفرّ منها في حرب الطاقة الغربية ضد روسيا

يقول المتداولون إنَّ بعض المشترين الآسيويين غير راغبين أو غير قادرين على شراء الغاز الطبيعي المسال بالأسعار الفورية الحالية، وبدلاً من ذلك؛ يختارون الانتظار حتى تنخفض الأسعار قبل إعادة تعبئة المخزونات. وهذا يهدد بحدوث نقص لدى المشترين عند حلول الطقس القاسي، أو عند وقوع أي اضطرابات رئيسية.

في الواقع، ما تزال السوق متأثرة بالأخبار المزعجة التي أبقت الضغط على الأسعار الفورية.

اقرأ المزيد: أسعار الغاز في أوروبا ترتفع 24% مع تصاعد أزمة الطاقة نتيجة قطع الإمدادات الروسية

في هذا الصدد، شدّدت موسكو ضغطها على تدفقات الغاز المهمة عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا هذا الأسبوع، مما أجبر دولاً أوروبية على مواجهة احتمال توقف الغاز الروسي، في حين أصيب المتداولون بالذهول عندما أعلن مصنع رئيسي للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة أنَّه سيتوقف عن العمل لأشهر بعد اندلاع حريق. ويخشى المتداولون أن تستبدل أوروبا الإمدادات الناقصة بشحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية، مما يترك وقوداً أقل لآسيا.

منافسة محتدمة

يُشار إلى أنَّ احتدام المنافسة العالمية على كمية متضائلة من الغاز الطبيعي المسال المتاح خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، يهدّد بدفع الأسعار صعوداً، وكذلك فواتير الكهرباء، وقد يؤدي التوقف المؤقت في عمليات الشراء الفورية من المشترين ذوي الحساسية للسعر في آسيا، مثل الهند، إلى توفير انفراجة إلى حد ما في السوق.

من جانبها خفّضت الصين - أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم في عام 2021 - عمليات الشراء الفورية هذا العام، بعد أن قلّصت قيود الجائحة استخدامات الغاز. وقال متداولون، إنَّه في حين يُرى الطلب يتعافى بحلول الشتاء؛ لا يرغب مستوردو الغاز الطبيعي المسال بالصين في شراء شحنات فورية بالأسعار الحالية، لأنَّهم سيتكبدون خسارة عندما يباع الوقود في سوق الغاز المحلية الأرخص بكثير.

في الوقت ذاته، طرحت باكستان مناقصة لشراء أربع شحنات من الغاز الطبيعي المسال لتسليمها في يوليو، للمساعدة في تخفيف نقص الوقود المحلي وانقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت الدولة التي تعاني من ضائقة مالية قادرة على شراء الشحنات بهذه الأسعار الفورية المرتفعة، كما قال المتداولون.

من المؤكّد أنَّ هناك مستوردين آسيويين - مثل المرافق اليابانية أو المؤسسات التجارية - ليس لديهم خيار آخر سوى شراء شحنات الغاز الطبيعي المسال بالأسعار الفورية الحالية، كما أشار المتداولون، حيث لديهم محطات توليد الكهرباء أو العملاء الذين يحتاجون إلى الوقود، من دون أن تكون هناك بدائل متاحة.

ارتفع مؤشر اليابان-كوريا، وهو المؤشر الفوري للغاز الطبيعي المسال لشمال آسيا، بنسبة 33% إلى 38.58 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ أوائل مارس، وفقاً لتقييم "ستاندرد آند بورز غلوبال" (S&P Global).

تصنيفات

قصص قد تهمك