بلومبرغ
أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنَّ إيرادات روسيا من صادرات النفط ارتفعت إلى حوالي 20 مليار دولار في مايو، بالرغم من تراجع حجم الشُحنات، إذ ساهم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية في تعزيز خزائنها.
ارتفعت العائدات بنسبة 11% عن الشهر السابق، مما يعيد إجمالي عوائد تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية تقريباً إلى مستوياتها قبل غزو أوكرانيا، على الرغم من تراجع الصادرات بنحو 3%، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي نُشر اليوم الأربعاء.
يعود الانخفاض في إجمالي حجم الصادرات بشكل رئيسي إلى تراجع تدفقات المنتجات النفطية، في حين نما حجم شحنات الخام الروسي في مايو بنحو 500 ألف برميل يومياً مقارنة ببداية العام، بفضل ارتفاع عمليات التسليم إلى آسيا. كما أوضحت الوكالة: "الصين والهند- من أبرز الدّول التي زادت بشكلٍ كبير مشترياتها من النفط الخام الروسي- مُصدِّران صافيان للمنتجات، وليست لديهما حاجة إلى زيادة إمداداتهما من المنتجات الروسية.
نفط روسيا يتجه إلى الصين والهند بكميات غير مسبوقة
مشترون جدد في آسيا
تجدر الإشارة إلى أنَّ إمدادات النفط والغاز هي أكبر مصدر منفرد لإيرادات الكرملين، فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، تبذل الدول الغربية وحلفاؤها جهودها الرامية إلى الحدّ من تدفق الأموال التي تموّل الحرب عن طريق فرض عقوباتٍ متشدّدة على روسيا.
في حين حظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسي؛ يستعد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة للتّخلص التدريجي من النفط الخام والمنتجات النفطية المشحونة بحراً من موسكو. وعلى الرغم من ذلك، نجح منتجو البلاد في استبدال عملائهم التّقليديين بمشترين جدد من آسيا.
النفط الروسي يجوب العالم بحثاً عن مشترين بعد تزايد الإحجام الأوروبي
يسارع مستوردو آسيا إلى شراء شحنات النفط الروسي، لكنَّ+هم يطالبون بخصومات قياسية تبلغ نحو 30% مقارنةً بأسعار خام برنت القياسي الدولي. ومع ذلك؛ فإنَّ ارتفاع خام برنت هذا العام- مع صعود الأسعار بنسبة 60% تقريباً - قد عوّض جزئياً آثار خصومات الأسعار. وبلغ متوسط سعر خام الأورال، وهو مزيج التصدير الرئيسي في روسيا، 78.81 دولار للبرميل في مايو، أي بزيادة 12% تقريباً عن الشهر السابق.
ومع ذلك؛ لم تتمكّن ميزانية روسيا من جني الفوائد الكاملة لارتفاع الأسعار بسبب استعادة الروبل قيمته، وفقاً لحسابات "بلومبرغ". فارتفعت عملة البلاد بنحو 15% مقابل الدولار خلال الشهر الماضي، حيث حدّت ضوابط رأس المال من الطلب على العملات الأجنبية وسط تدفق إيرادات الصادرات. ونتيجة لذلك، انخفضت إيرادات ميزانية روسيا من النفط والغاز بشكل حاد من 1.81 تريليون روبل في أبريل، لتصل إلى 871 مليار روبل (ما يعادل 15.5 مليار دولار) في مايو، وفقاً لحسابات تستند إلى بيانات وزارة المالية الروسية.