الشرق
قال مندوبون في منظمة "أوبك" لصحيفة "ول ستريت جورنال"، إنَّ بعض أعضاء المنظمة يدرسون فكرة اعفاء روسيا من المشاركة في اتفاق لزيادة إنتاج النفط في ظل عدم قدرة موسكو على ضخ المزيد من الخام بسبب العقوبات الغربية والحظر الأوروبي الجزئي.
وبحسب الصحيفة؛ قد يمهد إعفاء روسيا من أهداف زيادة الإنتاج الطريق أمام المملكة العربية السعودية والإمارات والمنتجين الآخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لضخ مزيد من الخام بشكل كبير، وهو الأمر الذي ضغطت الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجله، بعدما أدى غزو أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل.
كان تقرير قد أظهر في وقت سابق أنَّ إنتاج النفط الروسي تراجع بنحو 9% خلال شهر أبريل الماضي، ليصل إلى 9.16 مليون برميل يومياً، وذلك استناداً إلى تقييمات مصادر ثانوية من تحالف "أوبك+".
يعني هذا أنَّ إنتاج روسيا في أبريل جاء أقل بنحو 1.28 مليون برميل يومياً عن المستوى المستهدف في اتفاق بين "أوبك" وحلفائها، وهي المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، فيما تشير التوقُّعات إلى أنَّ شهر مايو قد يظهر المزيد من التراجع بإنتاج النفط بسبب العقوبات التي تحول دون وصول النفط بسهولة للدول الغربية.
دعا المستهلكون الدوليون المملكة العربية السعودية وشركاءها إلى سد الفجوة التي خلّفتها مقاطعة الخام الروسي والمساعدة في تخفيف آلام التضخم الناجمة عن تجاوز الأسعار 110 دولارات للبرميل.
القدرة على سد الفجوة الروسية
يشكك محللون لـ"بلومبرغ" في قدرة أعضاء التكتل النفطي على ضخ كميات الخام المتفق عليها، لأنَّ معظم الأعضاء يكافحون مع قيود القدرات.
بعدما أنقذ "أوبك+" صناعة النفط العالمية بتخفيضات إنتاج ضخمة في عام 2020، ورعى الانتعاش العام الماضي من خلال إعادة ضخ الخام تدريجياً؛ يرى التحالف الآن أهميته تنحسر مع اقتراب الأعضاء من حدود الإنتاج. وأخفق فعلياً في زيادة الإنتاج الشهر الماضي، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
خلص مسح أعلنته "رويترز" يوم الثلاثاء إلى أنَّ زيادة إنتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك" في مايو تجاوزت الزيادة المقررة بموجب اتفاق بين الدول الأعضاء وحلفاء آخرين، وذلك للمرة الأولى منذ فبراير، إذ اقترنت الزيادة في المعروض السعودي والعراقي مع انتعاش جزئي في نيجيريا.
توصل المسح إلى أنَّ الدول العشر الأعضاء في المنظمة التي يشملها الاتفاق ضخت 24.73 مليون برميل يومياً في مايو، بزيادة قدرها 280 ألف برميل يومياً عن أبريل، وفي تجاوز للزيادة البالغة 274 ألف برميل يومياً التي نص عليها الاتفاق.
مع تعافي الطلب من تبعات الجائحة، يعمل تحالف "أوبك+" على زيادة ضخ الخام لتعويض تخفيضات الإنتاج التي تبناها بدءاً من عام 2020. يجتمع أعضاء "أوبك+" يوم الخميس، ويُتوقَّع أن يؤكدوا زيادة الإنتاج المتفق عليها مسبقاً،على الرغم من ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال مندوب في "أوبك+" عن اجتماع الخميس: "تأكيد الخطة مرجح لأنَّه لا يوجد سبب لعدم القيام بذلك".