بلومبرغ
تعهدت شركتا "إكسون موبيل" و"شيفرون" بزيادة عائدات المساهمين مع ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
برغم مناشدات السياسيين لتخفيف العبء عن المستهلكين؛ يركّز أكبر مستكشفي النفط في الولايات المتحدة على مكافأة المستثمرين مع إبقاء ميزانيات الحفر تحت السيطرة. ضاعفت "إكسون" برنامج إعادة شراء الأسهم ثلاث مرات وصولاً إلى 30 مليار دولار، وقالت شيفرون إنَّها ستعيد شراء 10 مليارات دولار من الأسهم قبل نهاية هذا العام.
عمالقة النفط الصخري يرون أن ارتفاع الأسعار فوق 100 دولار مضر للصناعة
تعد شركات النفط الكبرى من بين أكبر الشركات الرابحة من العزلة المتزايدة لروسيا بعد تسعة أسابيع من الغزو الذي ساعد في دفع سعر النفط الخام إلى أعلى مستوياته في 14 عاماً. وفي حين يتكبّد أربعة من "الخمسة الكبار" عمليات شطب تقدّر بمليارات الدولارات عند خروجهم من روسيا؛ طغت على تلك الخسائر الورقية التدفقات النقدية المزدهرة.
كانت أرباح "إكسون" في الربع الأول، باستبعاد الانخفاض البالغ 3.4 مليار دولار بسبب روسيا، هي الأعلى منذ عام 2014، في حين كانت أرباح "شيفرون" هي الأفضل منذ عام 2012.
"إكسون موبيل" تتوقع خسارة 4 مليارات دولار للتخارج من حقل "سخالين" الروسي
ومع ذلك، لم تحقق الشركتان توقُّعات "وول ستريت" وسط نتائج تكرير أضعف من المتوقَّع. حتى عندما استفادوا من ارتفاع أسعار النفط، أدى هذا الارتفاع نفسه إلى صعود تكاليف المواد الأولية لمصافي التكرير، مما تسبّب في خسائر بمئات الملايين في محطاتهم الخارجية.
تراجع سهم "إكسون" بنسبة 1% إلى 86.35 دولار عند الساعة 11:07 صباحاً في نيويورك، ليقلّص مكاسبه منذ مطلع العام إلى حوالي 40%. وهبط سهم "شيفرون" 2.1%.
وصف فيل غريش، المحلل لدى "جيه بي مورغان تشايس آند كو"، العوامل التي أثرت على نتائج التكرير بأنَّها "مؤقتة"، وتوقَّع انعكاسها.
كتب جياكومو روميو، المحلل في "جيفريز إنترناشونال" في مذكرة: "الزيادة الكبيرة في عمليات إعادة الشراء لشركة "إكسون" إلى 30 مليار دولار يجب أن تعوض أكثر الأرقام المخيبة للآمال قليلاً في الربع الأول، والمدفوعة إلى حد كبير بعمليات لمرة واحدة".
مكاسب غير متوقعة في تكساس
انتقد السياسيون في الولايات المتحدة وأوروبا شركات النفط الكبرى لجنيها الأرباح الضخمة في حين يعاني المستهلكون من ارتفاع أسعار وقود السيارات، مما حرّض دعوات من بعض الجهات لفرض ضرائب غير متوقَّعة على الأرباح.
وردّت "شيفرون" برفع مستهدف النمو في حوض برميان الوفير إلى 15% من 10% برغم ارتفاع تضخم التكلفة في المنطقة. قال المدير المالي بيير بريبير في مقابلة، إنَّ الشركة ليست لديها خطط لتغيير هدف الإنفاق متوسط الأجل، مشيراً إلى أنَّ النطاق الحالي يسمح بزيادة قدرها 4 مليارات دولار على مدى السنوات المقبلة.
قال بريبر: "لدينا مجال في التوجيهات الحالية لزيادة الاستثمار في شركات الطاقة التقليدية والجديدة".
تعمل شركة "إكسون"، التي كانت تركّز على سداد الديون المتراكمة خلال الوباء، الآن على تسريع إنتاج النفط في غيانا، فقد حقّقت أكبر اكتشاف نفطي في العالم خلال العقد الماضي. تنتج المرحلة الأولى من عمليات "ليزا" للشركة 10,000 برميل أعلى من الطاقة الإنتاجية اليومية حالياً. كما يعمل المشروع الآخر في المنطقة "بايارا" (Payara) قبل خمسة أشهر من الموعد المحدد، ومن المقرر أن يبدأ التشغيل قبل نهاية العام المقبل.
عمالقة النفط يستعدون لجني أكبر تدفقات نقدية منذ 13 عاماً
ومع ذلك، ستعوّض هذه الزيادات إلى حد كبير الانخفاضات في أماكن أخرى. بلغ إنتاج "إكسون" في الربع الأول 3.7 مليون برميل في اليوم، وهو أدنى مستوى لها منذ اندماجها في 1999 مع "موبيل". وقال الرئيس التنفيذي دارين وودز في بيان أرباح الربع الأول، إنَّه يرى "زخماً إيجابياً" نظراً لغياب عمليات الإغلاق المرتبطة بالطقس.
تعد "شيفرون" الشركة الكبرى الوحيدة التي لم تُبلّغ عن شطب متعلّق بروسيا. يتمثل الكيان الروسي الرئيسي للشركة في "اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين" (Caspian Pipeline Consortium)، الذي ينقل الخام من عملياتها العملاقة في تانجيز في كازاخستان إلى البحر الأسود. تضرر خط الأنابيب في عاصفة أخيرة، لكن يتوقَّع المسؤولون الكازاخستانيون أن يستأنف العمل بكامل طاقته قريباً.
وقال بريبر: "اكتملت الإصلاحات، ويتدفق النفط الخام من كازاخستان بشكل طبيعي، ويمر عبر روسيا من خلال "سي بي سي" (CPC) ويجري تحميله. لقد عدنا إلى الإنتاج الكامل والتحميل الكامل من خط أنابيب "سي بي سي"( CPC)".