تصعيد كبير.. روسيا تقطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا

time reading iconدقائق القراءة - 6
أعمال الأنابيب في وحدة المعالجة المسبقة للغاز في حقل غازبروم شياندينسكوي للنفط والغاز والمكثفات ، وهي قاعدة موارد لخط أنابيب غاز سيبيريا ، في منطقة لينسك بجمهورية ساخا ، روسيا ، - المصدر: بلومبرغ
أعمال الأنابيب في وحدة المعالجة المسبقة للغاز في حقل غازبروم شياندينسكوي للنفط والغاز والمكثفات ، وهي قاعدة موارد لخط أنابيب غاز سيبيريا ، في منطقة لينسك بجمهورية ساخا ، روسيا ، - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم اليوم الأربعاء إنها أوقفت تمامًا إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بسبب عدم سداد البلدين مدفوعات الوقود بالروبل.

وصفت وارسو وصوفيا الإجراء الروسي بوقف الإمدادات بأنه "خرقا للعقد" من جانب جازبروم أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم.

ذكرت "جازبروم" أن الإمدادات ستتوقف حتى يتم سداد المدفوعات، وذلك في تصعيد خطير للمواجهة بين موسكو وأوروبا بشأن إمدادات الطاقة والحرب الأوكرانية.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء إن إعلان شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم التوقف من جانب واحد عن تسليم الغاز لبعض العملاء في أوروبا هو محاولة أخرى من جانب روسيا

لاستخدام الغاز كأداة للابتزاز.

 أضافت فون دير لاين في بيان "هذا غير مبرر وغير مقبول. ويظهر مرة أخرى أن روسيا مورد للغاز غير جدير بالثقة".

يبدو أنَّ روسيا عازمة على تنفيذ تهديدها بقطع إمدادات الغاز عن الدول التي ترفض تلبية الطلب الجديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول ضرورة الدفع بالروبل مقابل الحصول على الوقود الحيوي. في حين قالت أوروبا، إنَّ الاستجابة لهذا الطلب ستشكّل انتهاكاً للعقوبات، وتعزز نفوذ روسيا.

مع بدء المواعيد النهائية للدفع؛ قالت بولندا وبعدها بلغاريا، يوم الثلاثاء، إنَّ شركة "غازبروم" الروسية أبلغتهم أنَّ الغاز سيتوقف عن التدفق يوم الأربعاء.

بريطانيا باتت مُتخمة بغاز أكثر مما يمكنها تخزينه

في الأسابيع المقبلة، سيتعيّن على المزيد من الشركات أن تقرر ما إذا كانت ستدفع بالروبل أو تخاطر بفقدان الإمدادات.

ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي بنحو 17%، في الوقت الذي يضع فيه المتداولون بحسبانهم احتمالية تعرّض دول أوروبية أخرى للأمر نفسه في الخطوة التالية.

يتحول التركيز حالياً إلى عواصم أوروبية أخرى، وخاصة ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. ولم يصدر أي رد فعل فوري من برلين.

بورصة الديزل الرئيسية في أوروبا تعزز قدرة روسيا على مواصلة التصدير

وقالت كاتيا يافيمافا، زميلة أبحاث أولى في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: "أي مشترٍ يرفض إجراء الدفع الجديد بشكل مباشر يتعرض لخطر حقيقي للغاية يتمثّل في قطع الإمدادات".

وأعربت بولندا بصفة خاصة عن انتقاداتها لروسيا بشكل لاذع، كما رفضت الامتثال للبنود الجديدة.

قالت شركة "بي جي نيغ"، المورّدة الرئيسية للغاز في بولندا، إنَّها أُبلغت بوقف جميع تدفقات الغاز اعتباراً من يوم الأربعاء. وقبل ذلك الإعلان بدقائق، نشرت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة تحذيراً يشير إلى أنَّ بولندا عليها الدفع مقابل إمدادات الغاز التي تصلها، يوم الثلاثاء، وبالعملة الروسية.

عقاب روسي

صرّح رئيس الوزراء البولندي، ماتيوزموراوسكي، للمراسلين في برلين قائلاً: "أؤكد وصول مثل تلك التهديدات من (غازبروم)، والمتصلة من بين عدّة أشياء أخرى بوسائل الدفع. ستظل بولندا ملتزمة ببنود الاتفاقات، وربما تحاول روسيا معاقبتها عبر قطع الإمدادات".

أوروبا المتعطشة للطاقة تستقبل النفط الأمريكي من ناقلة ضخمة

وكان التهديد بقطع الإمدادات يلوح في الأفق لعدة أسابيع، لكن خلال الأسبوع الماضي ظهر مؤشر حول اقتراح الاتحاد الأوروبي لطريقة محتملة أخرى تنقذه من هذا الصدام.

في أواخر أبريل الجاري، وعلى مدى شهر مايو المقبل، سيُستحق أجل سداد المدفوعات الأولى بالروبل، وما تزال الحكومات والمديرون التنفيذيون لشركات الطاقة الأوروبية في أكثر من مكان يحاولون العثور على أفضل طريقة للتصرف حينها.

تعتمد القارة بشدة على الغاز الروسي. وحتى الآن؛ ظلّت تحصّن أغلب واردات الطاقة من الوقوع تحت طاولة العقوبات.

تكرار السيناريو

يوضح باتريسيو ألفاريز، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" أنَّ "احتمالية قطع الإمدادات ربما تشكّل سابقة هي الأولى من نوعها في منع مزيد من التدفقات بعد طلب روسيا الدفع بالروبل".

وفقاً لمصدر مُطلع على الوضع، تراقب حكومة روما الموقف عن كثب، والخوف الأكبر الآن هو تكرار سيناريو بولندا في أماكن أخرى. لكنَّ التقدير السائد حالياً هو عدم وجود مخاطر فورية من قطع الإمدادات عن إيطاليا، بحسب ما قاله المصدر.

تقول بولندا، إنَّها مستعدة تماماً لقطع كامل إمدادات الطاقة عنها، ووضعت خططاً للاستغناء عن الغاز الروسي حتى قبل اندلاع الحرب. وتنتهي صلاحية عقد الدولة طويل الأجل مع موسكو نهاية العام الجاري، وشدّدت الحكومة على عدم نيتها تجديده. كما جهزت إمدادات الغاز الطبيعي المسال، وتخطط لبدء خط أنابيب من النرويج في أكتوبر المقبل.

مخزونات كافية

أكدت حكومة وارسو، الثلاثاء، أنَّ لديها مخزونات وقود كافية. ولن يتأثر المستهلكون بقطع الإمدادات، كما تعتزم الحكومة الحفاظ على ملء المخزونات بما يصل إلى 90%.

قال بيوتر نيمسكي، المسؤول عن البنية التحتية الاستراتيجية للطاقة في الدولة، للمراسلين: "هذه نقطة تحول، وتشكّل تسريعاً لوتيرة تحرّك روسيا حالياً". ولم يصدر تعليق فوري من "غازبروم".

لن يكون هناك تأثير فوري على الغاز الذي يعبر بولندا عبر وصلة خط أنابيب"يامال" وصولاً إلى ألمانيا. ولم تنقل هذه الوصلة الغاز إلى ألمانيا منذ السابع من أبريل الجاري، وكانت الإمدادات متقطعة في الأشهر السابقة كذلك. وتظهر بيانات من شركة "غازكاد" (Gascade) لإدارة الطاقة أنَّ الغاز يتدفق حالياً في الاتجاه المعاكس، أي من ألمانيا إلى بولندا، ومن المقرر زيادة هذه الشحنات اليوم.

تصنيفات

قصص قد تهمك