رفعت السعودية أسعار النفط لعملائها في آسيا، والولايات المتحدة بعد تحرُّكها المفاجئ هذا الأسبوع لخفض الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخام.
فبعد يوم من قرارها الأحادي خلال اجتماع "أوبك +" لخفض إنتاج النفط ، اختارت المملكة زيادة الأسعار لجميع الدرجات التي يتمُّ شحنها إلى المنطقتين في فبراير.
ورفعت شركة أرامكو السعودية، الأربعاء ، نفطها العربي الخفيف إلى أكبر أسواقها في آسيا، إلى دولار أعلى من الخام القياسي الذي تستخدمه الشركة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس. وكانت الزيادة 70 سنتاً عن شحنات يناير أكثر مما توقَّعته السوق قبل اجتماع
"أوبك +" عند تقديرات بارتفاع 40 سنتاً ، وفقاً لمسح أجرته وكالة بلومبرغ لخمسة تجار في أواخر ديسمبر.
ورفعت أرامكو جميع درجات الخام لأمريكا بمقدار 20 سنتاً.
وخفَّضت أرامكو الأسعار في مناطق شمال غرب أوروبا، والبحر المتوسط ، فقد تضرَّر الطلب على الطاقة نتيجة عمليات الإغلاق الجديدة بسبب فيروس كورونا خلال الشهر الماضي.
وتعدُّ هذه ثاني زيادة شهرية على التوالي للنفط يبيعها أكبر مُصدِّر في العالم لسوقه الرئيسي، في حين شهدت بعض الدول الآسيوية ارتفاعاً في الطلب على الطاقة في الأسابيع الأخيرة ، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الشتاء البارد.
وتتزامن هذه الخطوة مع انخفاض تاريخي في شحنات النفط السعودية إلى الولايات المتحدة لأول مرة منذ 35 عاما، إذ لم تستورد أمريكا أيَّاً من خام المملكة الأسبوع الماضي.
ويعدُّ قطع الشحنات إلى الولايات المتحدة أسرع طريقة من جانب السعودية للإشارة إلى أنَّها تقلِّص العرض، لأنَّ الولايات المتحدة تبلغ عن بيانات الاستيراد، وتخزين النفط أسبوعياً في حين يقوم كبار المستهلكين الآخرين، مثل الصين بنشر المعلومات بشكل أقل تواتراً.
حذر سعودي
ومن المقرَّر أن يؤدي خفض السعودية للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً الشهر المقبل، وفي مارس أيضاً إلى تقييد معدَّل التدفق إلى آسيا، الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.
كما ارتفع خام برنت بأكثر من 7% في الأيام الثلاثة الماضية، واقترب من 55 دولاراً للبرميل ، وهو أعلى مستوى منذ فبراير.
وحتى مع تخفيضات الإنتاج تلك؛ ستضخ المملكة حوالي 8.12 مليون برميل يومياً في فبراير ومارس، أي أكثر من ضعف مستوى العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة "أوبك".
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لتلفزيون بلومبرغ أمس الأربعاء، إنَّ قيود الإنتاج السعودية ستنتهي في أبريل.
"لقد قدمنا لصناعة النفط هدية رائعة ومفاجأة رائعة". "نحن نقدم الدعم والمساعدة لهذه الصناعة."
انقسمت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، مثل روسيا في اجتماعهم. واقترحت موسكو أن تمضي المجموعة قدماً في خططها لإضافة 500 ألف برميل يومياً من الإمدادات الشهر المقبل، في حين كانت الرياض، ومعظم الأعضاء الآخرين أكثر حذراص ، في إشارة إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم.
في نهاية الأمر ، تم السماح لروسيا وكازاخستان بزيادات طفيفة في الإنتاج، في حين سيحافظ باقي الأعضاء على مستويات الإنتاج نفسها باستثناء السعودية.
وساعد تطوير وإصدار لقاحات لمواجهة الفيروس في ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 40% تقريباً خلال الشهرين الماضيين، مما أثار رغبة روسيا في زيادة الإنتاج، في حين لا تزال مخاوف تسيطر على السعوديين والمنتجين الخليجيين الآخرين من أن يضعف الطلب على المدى القصير بسبب الإغلاق.
ويحدد عادةً قرار التسعير في السعودية، وجهة الموردين الآخرين في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراقن والإمارات، الذين سيعلنون أسعارهم لشهر فبراير في الأيام القادمة.