بلومبرغ
لا تراهن على ازدهار النفط الصخري الأمريكي مجدداً كردِّ فعل على وصول سعر برميل النفط إلى خمسين دولاراً مع خطة المملكة العربية السعودية لخفض إنتاجها النفطي مرة أخرى.
إذ كان من الممكن أن يثير في السنوات السابقة ردَّ فعل مرعب من قبل مستكشفي النفط الأمريكيين لزيادة الإنتاج، والاستيلاء على حصص السوق، وليست هذه المرة إلا مجرد فرصة لهم لسداد الديون أو زيادة الأرباح.
وقالت فيكي هولوب كبيرة المديرن التنفيذيين لشركة "أوكسيدنتال بتروليوم" التي تتصدَّر واحدة من أكبر عمليات التنقيب والإنتاج في حوض "بيرميان" بتكساس، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الثلاثاء: "أولويتنا الأساسية الآن هي تخفيض الديون، ونحن قريبون جداً من حجم الإنتاج الصحيح مقابل 50 دولاراً للبرميل اليوم، لأنَّ ما نحاول القيام به هو تحسين هوامش ربحنا أكثر قليلاً".
هدية للمنقبين عن النفط الصخري في الولايات المتحدة
تسبب القرار المفاجئ للمملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء بخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً في فبراير ومارس في ارتفاع أسعار النفط في نيويورك لأكثر من 50 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ فبراير، قبل أن يتسبَّب الوباء في انهيار أسواق النفط، وإفلاس أكثر من 40 شركة استكشاف. ووصفت هيليما كروفت، كبيرة الخبراء الاستراتيجيين في مجال السلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس" هذه الخطوة بأنها هدية حلوة بشكل خاص للمنقِّبين عن النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ولكن قبل الوباء، كانت "وول ستريت" أيضاً قد سئمت من النفط الصخري، وهي صناعة أزهقت مليارات الدولارات نقداً، ولم تقدِّم إلا القليل من العائدات للمستثمرين. لذا من المرجَّح أن يستخدم المنتجون الرياح المساعدة القادمة من قرار المملكة العربية السعودية لسداد أموال المستثمرين بدلاً من زيادة الإنتاج للاستفادة من ارتفاع السعر.
وقال آرون برادي، المدير التنفيذي لشركة "آي إتش إس ماركيت": "لزيادة الإنتاج يجب أن يصل سعر النفط الصخري إلى مستوى ثابت أعلى من 50 دولاراً للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط، أو ربما أقرب إلى 60 دولاراً".
وأضاف برادي أنه بالإضافة إلى ذلك، سيحتاج منتجو النفط الصخري ثلاثة أشهر على الأقل لزيادة الإنتاج؛ لأنَّ ذلك سيتضمن قرارات بشأن عمليات حفر جديدة، وجمع أطقم إكمال حفر الآبار معاً.