بلومبرغ
تواجه أوروبا احتمال شُحٍّ في الديزل وسط تراجع التدفقات الروسية عقب غزو أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين تنفيذيين من ثلاث شركات لتداول السلع، وهي "ترافيغورا" (Trafigura) و"فيتول" (Vitol) و"غنفور" (Gunvor).
قال جيريمي وير، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ترافيغورا"، خلال مؤتمر "فاينانشال تايمز" للسلع العالمية الثلاثاء، إن المورد الرئيسي لديزل أوروبا خفض صادراته من النفط الخام والمنتجات البترولية بنحو 2 - 2.5 مليون برميل يومياً منذ الغزو.
قال وير في المؤتمر الذي انعقد في لوزان بسويسرا: "يؤثر ذلك بشكل كبير على المعروض من المنتج هنا في أوروبا" في ظل ضيق شديد بسوق الديزل، وحذّر وير من أن ذلك قد يفرغ خزانات محطات الوقود.
قد يكون الارتفاع الحاد في أسعار الديزل وفي فواتير خدمات الكهرباء والغاز هو التأثير التضخمي الأوضح لتداعيات حرب أوكرانيا بالنسبة للمستهلكين في أوروبا، بعدما قفزت الأسعار بوتيرة أسرع بكثير من ارتفاع النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية. بلغ استهلاك الوقود نحو ثلاثة أرباع إجمالي مبيعات الوقود في المنطقة في 2019، ويمثل الديزل أكثر من 40% من وقود سيارات الركاب.
تراجع المخزونات
يُتوقع انخفاض مخزونات الديزل الأوروبية هذا الشهر لأدنى مستوى منذ 2018، وفقاً لشركة "إنرجي أسبيكت" للاستشارات. حيث قالت الشركة في عرض، إن هناك مخاطر بشأن نحو 500 ألف طن من صادرات الديزل الروسية في مارس، ما يؤدي إلى "تراجع المعروض لأقل مستوى من أي وقت مضى".
قال توربيورن تورنكفيست، الرئيس التنفيذي لمجموعة "غنفور غروب" في نفس الفعالية التي عقدتها "فاينانشيال تايمز"، إن المصافي الروسية خفضت إنتاجها من النفط، ما يهدد بتفاقم نقص الإمدادات في سوق الديزل في أوروبا.
قال تورنكفيست: "المشكلة عالمية لكنها صعبة للغاية بالنسبة لأوروبا؛ لأن النقص هناك حاد للغاية."
ما تزال إمدادات الوقود تتدفق من المصافي الروسية إلى أوروبا، لكن تداولها أصبح أكثر صعوبة في ظل ابتعاد شركات الشحن والبنوك والمشترين عن التعامل مع منتجات الطاقة الروسية، فيما يُسمى "فرض عقوبات ذاتياً" بعد الغزو.
قال تورنكفيست: "سيجبر ذلك شركات التكرير الروسية على تقليص إنتاجها، ونحن نرى ذلك بالفعل. ماذا يعني ذلك؟، يعني أنه يتعين تصدير مزيد من النفط الخام بدلاً من المنتجات المكررة، ونعتقد أن هذا غير ممكن وسيؤدي إلى خفض الإنتاج الروسي".
أعلنت "توتال إنرجيز" (TotalEnergies) في بيان الثلاثاء وقف توقيع أو تجديد أية عقود لشراء النفط والمنتجات البترولية من روسيا، وتهدف لوقف جميع المشتريات بحلول نهاية 2022 على أقصى تقدير، وأنها قد بدأت "التعليق التدريجي" للعمليات الروسية.
ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار الديزل في أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث قفزت العقود الآجلة لتسجل مستوى قياسي في وقت سابق من مارس، وسط تزايد المخاوف من تعطل الإمدادات من روسيا، ما يزيد من معاناة السوق الذي يعاني من نقص المعروض بالفعل، وارتفعت أسعار الديزل في ألمانيا بأكثر من 50% على أساس أسبوعي، خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس.
هناك شُحٌّ في التدفقات التجارية العادية، حيث ترسل نيويورك شحنتي ديزل إلى أوروبا، في الوقت الذي تنخفض فيه المخزونات في المنطقة إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، وتقترب الأسعار من تسجيل ارتفاعات قياسية، وتحمل الناقلتان أكثر من 700 ألف برميل من الديزل، وفقاً لشركتي "فورتيكسا" (Vortexa) و"كبلر" (Kpler) ولبيانات الشحن التي تجمعها بلومبرغ.
قال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "فيتول" (Vitol Group) في لوزان: "نتوقع مزيداً من الضغوط في أسواق الديزل، حيث يبحث الناس عن إمدادات بديلة للإمدادات الروسية".
أشار هاردي إلى أن انتشار السيارات التي تعمل بالديزل في أوروبا، يجعل القارة أكثر تعرضاً لتعطيل إمدادات الوقود. حيث قال: "نقص الديزل موجود بالفعل. كان الشرق الأوسط أو الهند أو روسيا ينتجون الديزل، لذلك نعتقد أن الأمر سيكون أكثر صعوبة، لكن ارتفاع الأسعار قد يشجع المصافي على تكرير الديزل".
وأضافت سين: "الديزل يعتبر الأكثر تضرراً إلى حد بعيد" ومع خسارة تدفق النفط الروسي "تزامناً مع الانخفاض القياسي في المخزونات بكافة أنحاء السوق تقريباً، لا بد أن نرى بعض الأسعار المرتفعة جداً".