بلومبرغ
صعدت أسعار الفحم الهندي في المزادات التي عقدتها شركة التعدين التابعة للدولة، فقد سارع المشترون المحليون نحو تأمين الإمدادات في حين أدت الاضطرابات على مستوى العالم إلى زيادة تكلفة الوقود المستورد.
سدد عملاء شركة "كول إنديا" (Coal India) متوسط علاوة أكثر من 340% فوق الأسعار المرجعية لصفقتي بيع خلال الشهر الجاري، بحسب مصادر مطّلعة على النتائج، والتي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها نظراً لعدم التصريح لها بالتحدث علنية. يقارن ذلك مع علاوة الأسعار التي بلغت 100% في مزادات شهر يناير الماضي.
تقوم شركة "كول إنديا"، التي تعتبر أكبر منتج للوقود حول العالم، ببيع نحو 15% إلى 20% من إنتاجها من خلال نظام مزاد عبر الإنترنت يطرح فيه المستهلكون عروضاً أعلى من حد أدنى معين للسعر. ومن المعتاد أن تفوق الأسعار المسدّدة بكثير العقود طويلة الأجل التي تشكل معظم المبيعات.
زاد سعر الفحم الحراري الذي تم شحنه عبر مرفأ "نيوكاسل" الأسترالي، وهو مقياس أساسي للإمدادات عبر البحر في آسيا، لمستوى قياسي خلال الأسبوع الماضي، في حين ابتعد المشترون عن الشحنات الروسية، وبحثوا عن بدائل للغاز الطبيعي مرتفع الثمن. يسفر هذا الأمر عن نقص الإمدادات في السوق العالمية التي كانت قد تقلّصت فعلاً جرّاء الاضطرابات في الدول المصدّرة الأخرى.
قالت شركة "كول إنديا" في بيان لها : "تعكس أسعار المزاد الإلكتروني للعقود الفورية حالة السوق العامة. ويعد رد فعل السوق تجاه الفحم هو المسؤول عن تحديد علاوة السعر". رفضت الشركة تأكيد تفاصيل محددة تتعلق بالسعر.
حتى مع علاوات السعر العالية؛ يبقى الفحم المنتج محلياً أرخص كثيراً من استيراد الوقود من أستراليا أو إندونيسيا. تم بيع الفحم الذي يتمتع بقيمة حرارية تبلغ 6 آلاف كيلو كالوري لكل كيلوغرام مقابل حوالي 11700 روبية (153.70 دولاراً) للطن في مزاد شركة "كول إنديا" الذي عُقد في 11 مارس الجاري. يعتبر هذا أقل من نصف سعر مجموعة متنوعة مشابهة من الفحم القادم عبر مرفأ "نيوكاسل" في اليوم نفسه.
تحاول شركة "كول إنديا" أيضاً القيام بأول عملية رفع كبيرة في الأسعار منذ سنة 2018 بالنسبة للعقود طويلة الأجل، بذريعة أنَّ الارتفاع ضروري من أجل التصدي للتكاليف المتنامية. تعوّل الهند على الفحم لتوليد نحو 70% من احتياجاتها من الكهرباء.