بلومبرغ
أبدت فرنسا استعدادها لاستئناف المحادثات مع إسبانيا بشأن بناء خط أنابيب غاز طبيعي يربط بين البلدين، في الوقت الذي تتسابق أوروبا نحو تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.
قال جان ميشيل كاسا، السفير الفرنسي في مدريد، إن بلاده التي طالما رفضت الدعوات الإسبانية لبناء الخط، مستعدة الآن للتباحث حول جدوى ما يسمى بخط أنابيب "ميدكات" (Midcat) إذا طلبت مدريد ذلك رسمياً. تمتلك إسبانيا حوالي ربع قدرة أوروبا على إعادة تحويل الغاز.
كاسا أضاف في مقابلة مع صحيفة "لا فانغارديا" الإسبانية: "الآن بعد أن تغير الوضع الأساسي، فهل من الضروري أن نجري محادثات بشأن ميدكات؟ دعونا نتحدث، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يمكن أن ينتهز الفرصة لمناقشة المشروع مع الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارة مقبلة إلى باريس.
في عام 2019، رفضت الجهات المسؤولة عن تنظيم قطاع الطاقة بكلا البلدين مقترحاً بالاستثمار في القسم المركزي من خط "ميدكات" الذي يمرّ عبر جبال "بيرينيه، مما بدّد آمال القيادتين في إسبانيا والبرتغال اللتين دفعتا لسنوات من أجل مشروع تعزيز روابط الطاقة مع بقية أوروبا، وتمتلك شبه الجزيرة الأيبيرية خطوط غاز هامشية فقط إلى بقية أوروبا.
أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا أعادت التركيز على خط الأنابيب هذا. ويمكن أن يسهم الخط في استبداله بالغاز الروسي من خلال السماح للغاز الجزائري بالتدفق إلى أوروبا، بالإضافة إلى تعزيز واردات الغاز الطبيعي المُسال عبر إسبانيا.
من جانبها، صرّحت تيريزا ريبيرا، وزيرة التحول البيئي في إسبانيا، والتي تشرف على قطاع الطاقة لوكالة "بلومبرغ"، إنه إذا تم بناء خط أنابيب، يجب ألا يُموّل من قبل دافعي الضرائب الإسبان، الذين يدفعون بالفعل مقابل توفير أمن الطاقة. قالت أيضاً، إنه يتعين بناؤه وفق منظور طويل الأمد، والذي من شأنه أن يتيح لأنواع أخرى من الوقود، كالهيدروجين، بالتدفق في المستقبل.