تحوّل السعودية إلى اليوان رمزي ولا يشكل تهديداً حقيقياً للدولار

time reading iconدقائق القراءة - 7
أنابيب لنقل النفط الخام - المصدر: بلومبرغ
أنابيب لنقل النفط الخام - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال محللون مختصون بالعملات إن السعودية ترسل على ما يبدو رسالة سياسية إلى الولايات المتحدة، عبر تقارير تفيد بأنها قد تقبل الدفع باليوان مقابل مبيعاتها النفطية إلى الصين.

أجرت أكبر دولة مُصدرة للنفط محادثات مع الصين حول إمكانية تسعير عقودها باليوان على مدى 6 سنوات، ولكنها سرعت وتيرة المفاوضات، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الثلاثاء.

عوضت تداولات اليوان خارج حدود الصين الخسائر التي تكبدتها في وقت سابق بعد نشر التقرير. وقال مستثمرون من شركات مثل "نورديا إنفستمنت مانجمنت" (Nordea Investment Management) و"جنرال إنشورانس أسيت مانجمنت" (Generali Insurance Asset Management ) إن تأثير الأمر طفيف على وضع الدولار كعملة احتياطية أولى في العالم.

حراك جيوسياسي

قال غيوم تريسكا، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسواق الناشئة في شركة "جنرالي" (Generali)، ومقرها باريس: "لا أعرف إذا كان هذا حقيقياً، لكنه يحدث في لحظة تشهد حراكاً في النظام الجيوسياسي، إذ يحاول السعوديون استخدام ما لديهم. وهي إشارة مُرسلة إلى الولايات المتحدة مفادها أنهم يريدون اهتماماً أكبر".

لطالما شكل الدولار العملة الأساسية لتسعير عقود الطاقة حول العالم، مما عزز من أهميته وقوى شوكة النفوذ السياسي لواشنطن. لكن دولاً أخرى بدأت إعادة تقييم علاقاتها بالعملة الأمريكية، بعدما فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على روسيا تُقيِّد إمكانية تسوية المدفوعات بالدولار، إضافة إلى منعها من الوصول إلى نصف احتياطاتها من العملات الأجنبية.

وقال ويتولد باهرك، رئيس استراتيجية السوق الكلية في "نورديا"، الذي يعيش في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن: "خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك العديد من المحاولات الفاشلة للاستغناء عن الدولار، ونعتقد أن هذه مجرد محاولة فاشلة أخرى لعمل ذلك".

علاقات متوترة

توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية منذ انتخاب جو بايدن رئيساً للبيت الأبيض، وتعهده بتحويل المملكة إلى دولة منبوذة على خلفية مقتل الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في عام 2018 والذي كان ينتقد النظام.

تشمل مجالات التوتر الأخرى بين البلدين الاعتراض على تدخل السعودية في الحرب الأهلية باليمن، ومحاولات إدارة بايدن إعادة إحياء الصفقة النووية مع إيران.

مع ذلك، هناك سبب آخر يعزز احتمالية أن السعودية تناور فقط، وهو أن الريال السعودي مربوط بالدولار، وبالتالي فإن أي ضعف محتمل في العملة الأمريكية سيرتد سلباً على المملكة. حصّن الربط بين العملتين المملكة من تقلبات العملة، كما أتاح لبنكها المركزي تكديس الاحتياطات. نتيجة لذلك، يشكك بعض المستثمرين في أنها ستتخلى عن هذا النهج.

تدويل اليوان

لطالما وضعت الصين تدويل اليوان على رأس أولوياتها. وسعت عدة دول، بما فيها روسيا والهند والسعودية إلى تضمين مدفوعات غير دولارية في نظامها المالي، لتقليص اعتمادها على الولايات المتحدة.

وفقاً لبعض المحللين الاستراتيجيين، تسببت العقوبات على روسيا خلال العام الجاري، إضافة إلى احتمالية تعرضها للهلاك الاقتصادي الناتج عن عزلتها، في ظهور شعور جديد بوجود حاجة مُلحة بين هذه الدول.

اقرأ أيضاً: الأزمة الأوكرانية تبرز مكاسب السعودية في أسواق الطاقة والسياسة العالمية

ويرى كان نازلي، المدير المالي في شركة "نويبرغر بيرمان" (Neuberger Berman)، ومقرها لاهاي بهولندا أن "الدول التي تتاجر مع روسيا قد تبحث عن خطط للطوارئ في حال اتسعت العقوبات لتشمل جميع المدفوعات، خاصة في ظل عدم امتلاك الهند والسعودية لنفس مستوى التنسيق مع الولايات المتحدة، الذي قد تحظى به دول الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة".

يتوقع معظم المستثمرين أن المحاولات المماثلة للاستغناء عن الدولار ستكون محدودة. لكن بمرور الوقت، قد تؤدي إلى ظهور نظام مالي بديل، يقتنص حصة سوقية ضئيلة، في حين سيحافظ الدولار على وضعه كعملة مهيمنة عالمياً.

قال ماثيو ويلر، الرئيس العالمي للأبحاث في "فوركس دوت كوم" (Forex.com): "بعد مرور عدة سنوات، قد نرى نظامان ماليان متوازيان حول العالم، لكن الخطوة التي تتخذها المملكة بشكل منفرد لن تكون اللحظة الفاصلة التي تؤدي لذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك