الشرق
قرر تحالف "أوبك +" تأجيل اجتماعات اللجنة الوزارية إلى يوم غد الثلاثاء كي يتسنى لمندوبي الوفود المشاركة إجراء المزيد من المحادثات الثنائية والتشاور مع حكوماتهم، قبل اتخاذ أي قرار بشأن الإنتاج.
ويأتي القرار على ضوء معارضة غالبية الأعضاء، بما في ذلك السعودية، اقتراح روسيا بزيادة المعروض في فبراير.
ويلقي التمديد غير المتوقع للمحادثات بظلال من الشك على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً التي توقعتها السوق لشهر فبراير. كما أنه يدعو إلى التساؤل عن زيادة العرض المماثلة التي بدأها التجار في مارس وأبريل.
طلب هش
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، قال إن الطلب العالمي على الوقود ما زال هشاً خلال اجتماع وزراء الطاقة بدول التحالف الثالث عشر الذي انعقد اليوم عبر الفيديو لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج والاتفاق على حجم الإنتاج خلال شهر فبراير.
وأضاف الوزير السعودي في بداية الاجتماع: "لا تخاطروا بما حققناه من أجل تحقيق فائدة فورية وغير واقعية" محذراً من النسخة الجديدة لفيروس كورونا وتداعيات تفشيها على اقتصادات العالم: "الطفرة الجديدة للفيروس لا يمكن التكهن بعواقبها، في أجزاء كثيرة من العالم، حيث زادت معدلات الإصابة بشكل مثير للقلق، يتم وضع موجة جديدة من الإغلاق والقيود، والتي ستؤثر حتماً على معدل الانتعاش الاقتصادي في تلك البلدان".
من جانبه، قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، إنه ما زال يرى الكثير من الضبابية في سوق النفط، وأن مجموعة "أوبك بلس" ما زالت ملتزمة بأن تبقى مرنة في اتخاذ القرارات".
الالتزام الكامل والتعويض الكامل أيضاً
ودعا وزير الطاقة السعودي دول مجموعة "أوبك +" لمواصلة أداء العام الماضي والوصول لمعدل التزام بحصص الانتاج 100% قائلاً: "لقد حققنا أعلى مستويات الالتزام بحصص الإنتاج في السنوات الأربع التي تعمل فيها "أوبك بلس"، وللمرة الأولى اتفقنا على آلية لتعويض أي انزلاق سابق عن أهدافنا. دعونا نأمل أن نواصل البناء على زخم العام الماضي، وأن ننجح في تحقيق التعويض الكامل. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق الامتثال الكامل والتعويض الكامل وأن نبقى مستيقظين واستباقيين في مواجهة أي تطورات غير مرحب بها".
وتابع: "ساعدنا نهجنا التعاوني على قطع شوط طويل نحو إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد صدمات العام الماضي. لكن الآن، كما نرى ضوءاً في نهاية النفق، يجب علينا -بأي ثمن- تجنب إغراء التراخي في عزمنا".
نور آخر النفق ولكن الحذر ضروري
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان أن وصول العديد من اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19 علامة مرحب بها للغاية، مشيرا إلى قوله من قبل أن التطعيم سيكون العامل الوحيد الأكثر أهمية في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، مما يؤدي إلى تحسن مستدام في الطلب على النفط، حيث عاد التفاؤل إلى الأسواق منذ أن تم ترخيص اللقاحات الأولى في أواخر العام الماضي.
وحث الوزير السعودي وزراء التحالف إلى "توخي الحذر" وعدم التسليم بالتقدم الذي أحرزته المجموعة العام الماضي، حتى في هذه البيئة المتفائلة بشكل عام، فلا يزال مستوى عدم اليقين في العالم مرتفعا، على حسب قوله، وتابع : "لا يزال الطلب العالمي على النفط أقل بكثير مما كان عليه في بداية العام. الطلب على وقود النقل، وخاصة وقود الطائرات، هش بشكل خاص".
يذكر أن تحالف أوبك+ قد اتفق في ديسمبر الماضي على تقليص معدل خفض إنتاج النفط ليكون 7.2 مليون برميل يومياً، بدءاً من يناير الجاري، مقابل 7.7 مليون برميل يومياً، مما يعني زيادة معدلات الإنتاج الحالية بمعدل 500 ألف برميل يومياً، على أن تتم مراجعة معدلات الخفض بصورة شهرية.
وكان تحالف أوبك بلس قد اتفق في أبريل الماضي على خفض إنتاج النفط بمعدل 9.7 مليون برميل، بدءاً من مايو حتى يوليو 2020، وقد تمَّ تمديده إلى أغسطس في وقت لاحق، وبدءاً من سبتمبر الماضي تمَّ تقليص معدلات الخفض لتكون 7.7 مليون برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر الجاري.
استجابة غير مسبوقة
وقال محمد باركيندو، الامين العام لمنظمة أوبك أمس الأحد إن المنظمة وحلفاءها بقيادة روسيا على استعداد لتعديل خططهم لزيادة تدريجية في إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا في الأشهر المقبلة حسب ظروف السوق.
وأضاف باركيندو، في اجتماع اللجنة الفنية المشتركة السابع والأربعين عبر الفيديو كونفرانس: "بشكل جماعي، قدمنا استجابة غير مسبوقة لصدمة سوق لا مثيل لها ونواصل قيادة الصناعة على طريق التعافي".
أكد الأمين العام لمنظمة أوبك، في كلمته التي نقلها موقع "أوبك" واطلعت عليها "الشرق"، أن نتائج الاجتماع الوزاري في الثالث من ديسمبر تمهد الطريق لإعادة ضخ مليوني برميل يوميا بشكل تدريجي إلى السوق خلال الأشهر المقبلة، بينما تقف الدول المشاركة على استعداد لتعديل هذه المستويات حسب ظروف السوق والتطورات.