بلومبرغ
وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يحظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة وسط مطالبة مشرّعي كلا الحزبين بتشديد عقاب روسيا لغزوها أوكرانيا.
حظي مشروع القانون بأصوات 414 نائباً فيما رفضه 19 بعدما أنفذ الرئيس جو بايدن الثلاثاء حظراً على واردات النفط الخام الروسي ومنتجات الوقود الأحفوري الأخرى، وهي خطوة أتت جزئياً بضغط من المشرّعين.
كيف تقنع الأوروبيين بالتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي؟
كما يتخذ تشريع مجلس النواب خطوات لمراجعة انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، ويأذن مجدداً بتنفيذ وتعزيز قانون ماغنتسكي، الذي يدعو إلى فرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان.
سيدخل الحظر حيز التنفيذ بعد 45 يوماً من توقيعه ليصبح قانوناً، ويتضمن بنداً يتيح للرئيس السماح باستيراد بعض المنتجات خدمة للمصلحة الوطنية، ويخضع ذلك لمراجعة الكونغرس.
قال النائب ريتشارد نيل، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس: "يعتمد النظام الروسي على مبيعات مصادر الطاقة لتمويل عديد من جرائمه... سيقطع مشروع القانون بعض الإيرادات عبر حظر استيراد منتجات النفط والطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة. كلما زادت الآلام الاقتصادية التي نلحقها (بالرئيس الروسي) كلما زاد الضغط الذي سيشعر به في نهاية المطاف لإنهاء حملة الإرهاب الوحشية ضد شعب أوكرانيا."
استثناء البيت الأبيض
لا يتضمن القانون بنداً يلغي وضع العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة لروسيا، كان قد أيّده المشرّعون الرئيسيون من كلا الحزبين.
قال شخص مطلع على المناقشات، إن هذا البند، الذي كان سيسمح بزيادة الرسوم الجمركية على النطاق الكامل للصادرات الروسية ويوضح شروطاً لاستعادة مكانة روسيا، أُلغي بطلب من البيت الأبيض. ولم يتضح ما إذا كان التشريع سيناقش في مجلس الشيوخ.
حظر بايدن للخام الروسي يرمي الكرة في ملعب عمالقة النفط الصخري
أشاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بحظر بايدن لواردات الطاقة الروسية، لكنه لم يلتزم حتى الآن بتبني مجلسه لتشريع منفصل.
قال شومر الثلاثاء: "سيتعين علينا أولاً أن نرى ما سيمرره مجلس النواب، ثم نناقش الأمور مع الإدارة ونجد أفضل طريقة للتأكد من أن حظر تصدير النفط شديد وقاس".
أعلن السناتور جو مانشين، وهو ديمقراطي من ويست فرجينيا شارك بطرح مشروع قانون من الحزبين لحظر الوقود الأحفوري الروسي، للصحفيين، إنه لا يرى ضرورة للتشريع بعدما تصرف بايدن.
قال ديمقراطيون آخرون، إنهم يريدون منح الإدارة بعض المرونة للتصرف، لكن قدّم السناتور رون وايدن، وهو ديمقراطي من ولاية أوريغون يترأس اللجنة المشرفة على التجارة في مجلس الشيوخ، مساء الأربعاء تشريعاً يحظر استيراد النفط الروسي وغيره من أنواع الوقود الأحفوري.
الكونغرس حسم التردد
يعكس التشريع، الذي شارك بإعداده السناتور مايك كرابو، وهو جمهوري من ولاية أيداهو، اتفاق الحزبين الذي توصلا إليه في كلا المجلسين هذا الأسبوع.
كان البيت الأبيض متردداً بقطع واردات النفط الروسية، مشيراً إلى أثر ذلك على أسعار الطاقة، لكن بمجرد أن اتضح أن الكونغرس على وشك التحرك، طلب مسؤولو الإدارة الأمريكية من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الإثنين تأجيل إصدار تشريع منفصل للسماح للرئيس بأخذ زمام المبادرة.
كان الرأي العام الأمريكي يتحول نحو دعم إنزال عقوبة أشد على حكومة فلاديمير بوتين حتى في خضم تعالي الشكاوى بشأن أسعار البنزين.
بايدن يحذر شركات النفط من "التلاعب بالأسعار" بعد حظر واردات روسيا
أيّد 71% من الأمريكيين في استبيان لجامعة كوينيبياك نشرته الإثنين حظر النفط الروسي حتى لو كان ذلك يعني ارتفاع الأسعار في محطات بيع الوقود.
بلغ متوسط سعر التجزئة لغالون البنزين 4.173 دولار الإثنين، وفقاً للرابطة الأمريكية للسيارات، وهو رقم قياسي إن لم يعدل ليتضمن أثر التضخم.
شكلت واردات الطاقة من روسيا التي تشمل النفط الخام والمنتجات البترولية الأخرى، مثل زيت الوقود غير المكتمل المستخدم لإنتاج البنزين والديزل، حوالي 8% من واردات الولايات المتحدة من النفط في 2021، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.