بلومبرغ
ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية إلى مستويات قياسية بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها تدرس فرض قيود على النفط الروسي، وهي خطوة من شأنها زيادة المخاوف بشأن المعروض عبر أسواق السلع.
في بعض من التداولات الأكثر فوضوية التي شهدها السوق، قفزت أسعار الغاز القياسية بنسبة 79% إلى 345 يورو للميغاوات ساعة، وهو ما يعادل أكثر من 600 دولار لبرميل النفط، وواصلت الأسعار صعودها المدهش بعد أن قلبت العقوبات الدولية المستهدفة روسيا أسواق السلع حول العالم، ومن المرجح أن يقود ارتفاع أسعار الغاز اليوم الاثنين إلى طلبات تغطية هامش كبيرة، ما سيجبر الشركات على وضع المزيد من النقدية كضمان لدى البورصات لدعم تداولاتها.
اضطرابات محتملة
وحالياً، لا تشمل العقوبات صادرات الغاز من روسيا، والتي تمثل حوالي ثلث الطلب في أوروبا، ولا تزال الشحنات مستقرة، وأكدت المصدرة الروسية "غازبروم" اليوم الاثنين أن التدفقات التي تعبر أوكرانيا عند مستوى مرتفع وتسير كالمعتاد، ومع ذلك، لا يزال التجار على أهبة الاستعداد لأي اضطرابات محتملة.
قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في مذكرة للمشرعين يوم الأحد إن المجلس "يستكشف تشريعات قوية" من شأنها حظر استيراد منتجات النفط والطاقة الروسية من بين خطوات أخرى لعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي، وهي خطوة ستزيد الضغوط الاقتصادية والتضخم المتصاعد في ظل وصول سعر النفط الخام 139 دولاراً للبرميل في لندن اليوم الاثنين، كما ارتفعت المعادن من النحاس إلى الذهب أيضاً.
صرحت رئيسة شركة "إنجي" الفرنسية لصحيفة "ليزيكو" بأن أي حظر أو قطع لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا قد يتطلب إجراءات حكومية "متطرفة" لترشيد الإمدادات للقطاع الصناعي والمستهلكين، وقالت كاثرين ماكغريغور، في مقابلة نشرت اليوم الإثنين، إن أوروبا لديها ما يكفي من الإمدادات الشتاء الجاري، لكن ستظهر مشكلات أثناء بناء المخزونات خلال الصيف لموسم التدفئة المقبل.
“عاجز عن الكلام"
قال أولي هانسن، مدير استراتيجية السلع في "ساكسو بنك": "أنا عاجز عن الكلام.. طلبات تغطية الهامش والأسواق عالية السيولة وغير اليقينية تسيطر على هذه التحركات".
ارتفع الغاز في هولندا لأقرب أجل استحقاق، الغاز المعياري الأوروبي، بنسبة 33% إلى 256 يورو في الساعة 10:51 بتوقيت أمستردام، وصعد العقد البريطاني المماثل بحوالي 74% إلى 800 بنس للوحدة الحرارية، وهو مستوى غير مسبوق، وارتفعت أسعار الكهرباء للشهر المقبل في ألمانيا بنسبة 60% إلى 675 يورو للميغاواط ساعة، وهو أيضاً مستوى مرتفع قياسي.
ومن شأن أي تعطل لإمدادات الغاز الروسي أن يلحق ضرراً شديداً بأوروبا، ووفرت روسيا 17% من الاستهلاك العالمي وما يصل إلى 40% من طلب أوروبا الغربية في عام 2021، وفقاً لـ"غولدمان ساكس".
قال "غولدمان" في تقرير إنه إذا تقلصت الشحنات عبر أوكرانيا، فقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بما يناهز 1%، أو بنسبة قد تصل إلى 2.2% على أساس سنوي إذا توقف الغاز الروسي عن التدفق بالكامل، وقال البنك إنه حتى في السيناريو الأساسي حيث يستمر تدفق الوقود، فقد تمحو الأسعار المرتفعة 0.6% من نمو الاقتصاد الأوروبي.
يستعد الاتحاد الأوروبي بالفعل لعواقب اقتصادية وخيمة محتملة في حالة تأثر الإمدادات، ومن المقرر أن تتبنى المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للكتلة، استراتيجية جديدة في الثامن من مارس من شأنها تعزيز أمن الطاقة، والتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الغاز، وتسريع بناء مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، كما تخطط لضمان المزيد من الواردات من دول مثل الولايات المتحدة وقطر والنرويج ومصر والجزائر وأذربيجان.