بلومبرغ
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بشأن أوكرانيا، والحاجة إلى استمرار التنسيق بشأن "أوبك+" مع ارتفاع أسعار النفط، بحسب بيان للكرملين اليوم الثلاثاء.
يجتمع تحالف "أوبك+"، وهو تحالف يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، يوم الأربعاء، إذ من المتوقَّع أن يستمر التحالف في زيادة الإنتاج بشكل تدريجي فقط، على الرغم من قفزة أسعار النفط الخام فوق 100 دولار للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتبدي إدارة الرئيس جو بايدن، قلقاً بشأن ارتفاع تكاليف الوقود لسائقي السيارات الأمريكيين، وهو ما جعلها تمارس ضغوطاً على أعضاء "أوبك" الرئيسيين، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لضخ النفط بشكل أسرع. وهي دعوات لم تلقَ ترحيباً حتى الآن، إذ قال المسؤولون بالدول المنتجة، إنَّ ارتفاع النفط بنسبة 33% هذا العام يرجع إلى التوترات الجيوسياسية، ولا يعكس عدم التوازن بين العرض والطلب.
وبشأن أوكرانيا، شدد الشيخ محمد على ضرورة التوصل إلى "حل سلمي" من شأنه أن "يضمن مصلحة جميع الأطراف وأمنهم القومي"، وفق وكالة أنباء الإمارات.
وقالت الحكومة الروسية إن البلدين "سيواصلان التفاعل والاتصالات على مختلف المستويات"، وأنَّ بوتين "سرد لولي عهد أبوظبي الأسباب والأهداف والغايات العملية الروسية الخاصة للدفاع عن دونباس" في شرق أوكرانيا.
الموقف الإماراتي من غزو أوكرانيا
تأتي مكالمة الرئيس الروسي لولي عهد أبوظبي في وقت قطعت فيه الحكومات حول العالم العلاقات الاقتصادية مع روسيا بسبب الغزو. إذ حدّت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة بالفعل من قدرة موسكو على استيراد التقنيات الغربية الرئيسية، والاستفادة من أسواق الديون الخارجية، وحتى الوصول إلى جزء كبير من الاحتياطيات النقدية البالغة 640 مليار دولار التي أنشأتها البلاد كمخزن لحماية اقتصادها.
انضمت الإمارات إلى الصين والهند في الامتناع عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يوم الجمعة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت لاحقاً، إنَّ استخدام موسكو حق الفيتو يعني أنَّ التصويت كان "نتيجة محسومة"، و"يجب أن تظل سبل الحوار مفتوحة".
كان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد في موسكو يوم الإثنين، لكنَّ الاجتماع ألغي دون إيضاح الأسباب من الجانبين.
الإمارات العربية المتحدة، وهي أحد أكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، كشفت عن إعادة ضبط للسياسة الخارجية في سبتمبر، قائلة، إنَّها يجب أن تعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية، وهو ما يبرر موقفها من غزو أوكرانيا.
أقامت الدولة الخليجية علاقات أوثق مع موسكو في السنوات الأخيرة، واستثمرت مليارات الدولارات في روسيا من خلال أحد صناديقها السيادية.
يعد تحالف "أوبك+" مفتاحاً للعلاقة بين روسيا ودول الخليج العربي، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
وقال بيل فارين برايس، المدير في "إنفيروس إنتليجنس ريسيرش"، والمراقب المخضرم لتحالف "أوبك+": "دول الخليج في "أوبك" تقف على حياد بشأن حرب أوكرانيا، وتتوق إلى الحفاظ على الاتفاق مع روسيا بشأن السياسة النفطية".